الولايات المتحدة الأمريكية

تسجيل حي يستشيط غضب المعارضين لتشديد الإجراءات الأمنية في المطارات

 لا يزال التشديد في الإجراءات الأمنية في المطارات الأمريكية يحدث ضجة كبيرة، آخر مستجداتها انطلاق حملة احتجاج ضد أجهزة المسح الضوئي التي تقودها جمعيات الدفاع عن الركاب. وقد زاد الطين بلة هذا التسجيل الذي يقوم فيه أحد أعوان الأمن في مطار أمريكي بتفتيش طفل تفتيشا جسديا دقيقا. اقرأوا المزيد وشاهدوا التسجيلات...

إعلان

 

لا يزال التشديد في الإجراءات الأمنية في المطارات الأمريكية يحدث ضجة كبيرة، آخر مستجداتها انطلاق حملة احتجاج ضد أجهزة المسح الضوئي يوم 24 نوفمبر التي تقودها جمعيات الدفاع عن الركاب. وقد زاد الطين بلة هذا التسجيل الذي يقوم فيه أحد أعوان الأمن في مطار أمريكي بتفتيش طفل تفتيشا جسديا دقيقا.

 

كإحدى ردات فعل على العملية الإرهابية المجهضة ليوم 25 ديسمبر الفائت على متن طائرة "بوينغ" تابعة لشركة الطيران "نورثوست أرلاينز"، قامت إدارة أمن المواصلات الأمريكية بفرض أجهزة المسح الضوئي في المطارات كتعزيز للإجراءات الأمنية. إلا أن هذه الأجهزة لاقت استهجان الأمريكيين لكونها تظهر أجساد المسافرين عارية تماما أمام أعين رجال الشرطة، الأمر الذي لا يترك للركاب حلا آخر سوى الموافقة على تفتيش جسدي دقيق، لا يتردد خلاله رجال الأمن عادة من تلمس الأعضاء التناسلية أو أثداء المسافرات بإلحاح شديد.

 

وترجمت إحصاءات قامت بها يوم الثلاثاء 23 نوفمبر جريدة "لوس أنجلس تايمز" عن استياء 61 % من الأمريكيين من هذا التشديد الذي شهدته الإجراءات الأمنية. ولم تتردد بعض النساء –ومنهن ضحايا اغتصاب- في تشبيه هذه الممارسات بتصرفات تمتّ "بممارسة العنف على الطريق العام"، علاوة على المخاطر الصحية التي قد تتسبب فيها هذه الأجهزة.

 

ودفاعا عن استعمال أجهزة المسح الضوئي، أقر "جون بيستول" مدير إدارة أمن المواصلات في تدخل له أمام الكونغرس مطلع هذا الشهر أن المسافرين يحبذون دائما الصعود على متن طائرة تعرض ركابها إلى مسح ضوئي، متى تسنى لهم الأمر. لكنه في نهاية الأمر تراجع نسبيا أمام الغضب الجماهيري المتفاقم، معلنا أن هذه الإجراءات لن تطبق على قائدي الطائرات والأطفال الذين لم تتجاوز سنهم الثانية عشرة.

 

نشر هذا التسجيل Lukemtait على موقع يوتيوب.

Post written with France 24 journalist Lorena Galliot.

"إياكم وخصيتي !"

"جون تاينر" هو الآخر قام بتسجيل اشتباكاته مع رجال إدارة أمن المواصلات في مطار "سان دييغو" في 13 نوفمبر الفائت ونشرها على مدونته. عندما أبدى رفضه للخضوع إلى جهاز المسح الضوئي، طلب منه رجال الأمن القبول بتفتيش جسدي فأجاب مهددا :"إن تجرأتم على تلمس خصيتي، سأزج بكم إلى السجن". ومن يومها، أضحت الجملة "إياكم وخصيتي !" أحد شعارات الحملة ضد إدارة أمن المواصلات.

 

"أصر الضابط على أن أمحو هذا التسجيل لسوء تصرف واضح من طرف زملائه"

"لوك" هو من قام بتصوير هذا التسجيل يوم 19 نوفمبر ونشره على يوتيوب، مرفقا إياه بهذا التفسير :

 

تدور أحداث هذا المشهد في مطار "سولت لايك سيتي" يوم 19 نوفمبر المنصرم في حدود الساعة الثانية عشرة. قبل بدء التسجيل، لاحظت أن الطفل مر عبر جهاز كشف المعادن دون أن يتسبب ذلك في إطلاق جهاز الإنذار. رغم ذلك، طُلب منه الوقوف جانبا ليخضع لتفتيش جسدي. كان الولد خجولا ومتضايقا أمام رجال الأمن. وقد شجعه والده أكثر من مرة على رفع يديه وإبعادهما عن جسده لا لشيء إلا لتسهيل الأمر على الشرطة. كانت بعض المسافة تفصلني عنهم ولذلك لم يتسن لي أن أسمع الحديث الذي كان يدور بينهم. كل ما يمكنني قوله هو أن والد الطفل أبدى انزعاجه الشديد من إصرار رجال الأمن ونزع قميص ابنه ليقدمه لهم. عندئذ بدأت التصوير.

 

بعد أن مررت بدوري عبر البوابة المعدنية، جمعت أغراضي واقتربت من الأب وابنه. وما راعني إلا أن سارع نحوي أحد رجال الأمن في بدلته السوداء بعد أن تحدث لزملائه ليمنعني من التواصل معهما. طلب مني الرجل التحدث معي فقبلت وأنا أتساءل بيني وبين نفسي عما ستؤول إليه الأحداث.

 

وفي معزل عن بقية المسافرين، سألني الضابط عن السبب الذي جعلني أصور إجراءات الأمن. أجبته أنه لم يسبق لي أن رأيت تصرفات مشابهة تجاه طفل وهو ما دفعني إلى القيام بهذا التسجيل. وأظن أن إجابتي لم ترقه إذ طالبني برؤية ما صورت لكنني رفضت.

 

أصر الضابط على أن أمحو هذا التسجيل معتقدا أنني سأرتبك لحضوره لكنني تشبثت بموقفي. كان يعلم جيدا أن تصرف رجال إدارة أمن المواصلات لم يكن مقبولا البتة. وبعد أن سمح لي بالذهاب، اتصلت بشقيقي الذي نصحني بنشر التسجيل على يوتيوب نظرا للجدال الذي أحدثه استعمال أجهزة المسح الضوئي في وسائل الإعلام."