نعم لحمص عاصمة عالمية للضحك!
تكثر في المشرق العربي النكات التي تتحدّث عن أهل حمص، ثالث أكبر المدن السورية. فغالبًا ما يحكى، من باب المزاح، عن سذاجتهم. سمعة تسلّي الحماصنة الذين ينتجون القسط الأوفر من هذه النكات، حتّى أنهم يطالبون اليوم بمنح مدينتهم لقب "عاصمة عالمية للضحك".
نشرت في: آخر تحديث:
غلاف كتاب "أدب النكتة" لجورج كدر منشور على صفحة مجموعة "أصدقاء النكتة الحمصية" على موقع فايسبوك.
تكثر في المشرق العربي النكات التي تتحدّث عن أهل حمص، ثالث أكبر المدن السورية. فغالبًا ما يحكى، من باب المزاح، عن سذاجتهم. سمعة تسلّي الحماصنة الذين ينتجون القسط الأوفر من هذه النكات، حتّى أنهم يطالبون اليوم بمنح مدينتهم لقب "عاصمة عالمية للضحك".
صورة منشورة على صفحة مجموعة "أصدقاء النكتة الحمصية" على موقع فايسبوك.
من النكت الحمصية...
"كيف تعرف الحمصي في الجامع؟" صورة منشورة على صفحة مجموعة "أصدقاء النكتة الحمصية" على موقع فايسبوك.
"حمصي يثبت وجود الماء على كوكب مارس (المريخ)". صورة منشورة على صفحة مجموعة "أصدقاء النكتة الحمصية" على موقع فايسبوك.
إليكم البي أم دبليو الحمصية. صورة منشورة على صفحة مجموعة "أصدقاء النكتة الحمصية" على موقع فايسبوك.
مشهد لموظفين في السجل المدني في حمص. صورة منشورة على صفحة مجموعة "أصدقاء النكتة الحمصية" على موقع فايسبوك.
أهل حمص لهم تاريخ طويل في ميدان الفكاهة والمزاح!
جورج كدر إعلامي من حمص وصاحب كتاب بعنوان "أدب النكتة". أنشأ قبل أسبوعين مجموعة "أصدقاء النكتة الحمصية لإعلان حمص عاصمة عالمية للضحك" على موقع فايسبوك.
تشهد المجموعة إقبالا واسعًا وتضمّ حتى الآن أكثر من 5000 صديق. هذا النجاح يفسّره برأيي عاملان: الأول هو محاولة الناس الترويح عن أنفسهم بالضحك في عالم تعصف به الحروب والأزمات الاقتصادية. والثاني مرتبط باشتهار أهل حمص في المنطقة بروحهم المرحة وخفّة دمهم.
فإن كان الفرنسيون يخبرون النكت عن البلجيكيين، والبلغاريون عن أبناء مدينة غابروفو [وسط بلغاريا]، والتونسيون عن أهالي مدينة سوسة [شرق تونس] ومصر عن أهل الصعيد، فنكت سوريا ولبنان والأردن كما تلك التي تخبرها الجاليات السورية في المهجر تتحدث عن الحماصنة. وأهل حمص لهم تاريخ طويل في ميدان الفكاهة والمزاح وقصصهم مذكورة في أعمال الجاحظ والتوحيدي كما في الروايات التاريخية.
ومن هذه الروايات ما يحكى عن القائد المغولي تيمورلنك الذي هجم على حلب ودمّرها. وعندما سمع أهالي حمص بالخبر وعلموا أن دورهم آت الأربعاء التالي تظاهروا بالجنون وراحوا يقرعون الطبول ويلبسون ملابس غريبة ويقهقهون عاليًا وأشاعوا أن كل من يشرب من مياه العاصي تصيبه لوثة الجنون. فلمّا رأى قائد المغول حالهم أمرّ بتجنب هذه المدينة الممسوسة والزحف مباشرة على دمشق. وهكذا سلمت حمص، بفضل طرافة أهلها وذكائهم، من بطش هذا السفاح. وبات يخصص الحماصنة كلّ نهار أربعاء لعيد المجانين.
النكتة جزء من التراث اللامادي للشعوب الذي لا بدّ من صونه والحفاظ عليه. لذا أطلقت مبادرة لترشيح حمص عاصمة عالمية للضحك لدى اليونسكو. ولتعزيز حظوظها في الفوز، أدعو إلى الاستثمار في الضحك على غرار إنتاج سلع مرتبطة بالفكاهة، وتشجيع الأدب الساخر وتنظيم مهرجان سنوي للضحك في حمص [ستنظّم ابتداء من هذا الصيف مسابقة للضحك في حمص]. وكي نختم على الطريقة الحمصية، هل تعرفون لماذا يتحسّس الحمصي حرارة المياه بإصبعين بدل إصبع واحد؟ لأن رأيين أفضل من رأي واحد".