اليمن

يدمنون على القات "بمباركة الوالدين"

تنتشر على شبكة الإنترنت تسجيلات تظهر أطفالاً يمضغون أوراق القات. هذه النبتة المخدّرة يستهلكها اليمنيون منذ قرون. لكن في السنوات الأخيرة، باتت تطال جمهورًا يافعًا للغاية؛ أطفالاً غالبًا ما يشجعهم... ذووهم على مضغ هذه المخدرات الخفيفة.

إعلان

تنتشر على شبكة الإنترنت تسجيلات تظهر أطفالاً يمضغون أوراق القات. هذه النبتة المخدّرة يستهلكها اليمنيون منذ قرون. لكن في السنوات الأخيرة، باتت تطال جمهورًا يافعًا للغاية؛ أطفالاً غالبًا ما يشجعهم... ذووهم على مضغ هذه المخدرات الخفيفة.

لطالما اقترن القات بعادات وتقاليد المجتمع اليمني. يزرعه اليمنيون من أجل مادة الكاثينون التي تتركّز في أوراقه الندية وتعتبر من المنشطات المحرمة دوليًا. القات معروف في اليمن منذ القرن الثالث عشر (وقد ورد ذكره في كتاب الأقربازين الصادر عام 1237م لمؤلفه نجيب الدين السمرقندي كوصفة طبية لمحاربة الجوع والتعب). وعادة ما يجري "تخزين" القات، على حدّ تعبير اليمنيين، في جلسات يحاول فيها المخزّنون بلوغ "الكَيف" الذي يقارنه أحد المواقع المتخصصة بشعور شبيه بما تمنحه "كمية عالية من الكافيين أو كمية صغيرة من الكوكايين".

وبحسب البنك الدولي، يشكّل قطاع القات 6 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي اليمني ويستخدم 14 بالمئة من اليد العاملة في البلاد ويستهلك 30 بالمئة من مياه الريّ المخصّصة للزراعة. وبحسب استطلاع للبنك الدولي أجري عام 2006، صرّح 72 بالمئة من المستطلعين الرجال في اليمن أنهم يستهلكون القات مقارنة بـ33 بالمئة من اليمنيات.

وبحسب الاستطلاع ذاته، تبيّن أن اليمنيين يستهلكون عادة هذه المادة للمرة الأولى في عمر المراهقة بين سن السادسة عشرة والرابعة والعشرين. لكن كما يشرح لنا مراقبنا، نجد اليوم مدمنين على القات لا يزالون في عمر الطفولة. ظاهرة يعززها غياب قوانين تمنع القات أو تحدّد السن القانونية للبدء بتعاطيه.

يخزّن ويغنّي

تسجيل نشره على موقع يوتيوب alsary33 في 29 ديسمبر 2009.

"شاهدت بأم العين طفلا لا يتجاوز التاسعة يمضغ القات أمام والده"

حفيظ ناصر طالب في كلية الإدارة والاقتصاد في العاصمة صنعاء.

في السابق، كان من المعيب جدًا أن يخزّن الطفل. لكن العقد الأخير شهد تزايدًا ملحوظًا في ظاهرة الأطفال "المخزنين" للقات. فغالبًا ما يدفع الأهل بأولادهم إلى تعاطي القات في المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الأعراس والمأتم. وقد شاهدت بأم العين طفلا لا يتجاوز التاسعة يمضغ القات أمام والده خلال زفاف أحد الأصدقاء. وبعد أن هالني المشهد سألت والده عن تساهله في هذا الشأن فأجابني بأن القات "ملح الرجال".

لا يطال القات فئات اجتماعية دون سواها بما أن أسعاره الرخيصة في متناول الجميع [إضافة أسرة التحرير: يباع القات عادة على شكل ربطات وتكلّف الربطة الواحدة حوالي نصف دولار]. أما الأطفال المخزّنون فغالبًا ما يكونون من العاملين لا سيما وأن المعتقدات الشعبية تقول إن القات يحسّن الأداء في العمل. لكن دراسات كثيرة سجّلت ارتفاعًا هامًا في معدلات سرطان اللثة باليمن عند المخزّنين منذ فترة طويلة".

خلال حفل زفاف في صنعاء

طفل يخزّن القات خلال أحد الأعراس. تسجيل نشره على موقع يوتيوب mwalad في 14 فبراير 2010.

يخزّن ثم يتعلم التدخين

طفل يمضغ القات بوجود رجل راشد يساعده في آخر التسجيل على إشعال سيجارة. تسجيل صوّر في جنوب اليمن في محافظة يافع ونشره kasem712 على موقع يوتيوب في 5 فبراير 2010.