تراث جدّة المعماري يتحوّل... دخانًا ورمادا
نشرت في: آخر تحديث:
التهمت ألسنة النيران نهار الأربعاء وسط جدّة التاريخي. هذا الحيّ التراثي شهد ماضيًا مضيئًا لكنه اليوم في حالة يرثى لها بعد أن هجره سكانه الأصليون وقطنه عمال مهاجرون.
التهمت ألسنة النيران نهار الأربعاء وسط جدّة التاريخي. هذا الحيّ التراثي شهد ماضيًا مضيئًا لكنه اليوم في حالة يرثى لها بعد أن هجره سكانه الأصليون وقطنه عمال مهاجرون.
تسجيل نشره على موقع يوتيوب vipssrm في الثالث من مارس 2010.
اندلع الحريق بعد ظهر أمس في الوسط التاريخي المشهور بعماراته القديمة ورواشينه الخشبية. وقد احترقت سبعة مبان وانهارت ثلاثة أخرى كما أصيب شخص بحروق في يده.
ومنذ سنوات، تحاول بلدية جدة، بالتعاون مع القطاع الخاص، إعادة تأهيل الوسط التاريخي المرشّح منذ العام 2006 للانضمام إلى مواقع قائمة التراث العالمي لليونسكو.
مبان تراثية شبيهة بالتي احترقت الأربعاء في جدة. صورة نشرتها Layal7 على موقع فليكر في 11 فبراير 2007.
رواشين جدة
عمارة تقليدية في الوسط التاريخي. صورة لأمل الأمير نُشرت على فليكر في 9 أكتوبر 2008.
عمارة تقليدية في الوسط التاريخي. صورة لأمل الأمير نُشرت على فليكر في 9 أكتوبر 2008.
" لم يتردّد في السابق بعض الملاّك في إرسال مأجورين أضرموا النار في المباني"
أحمد صبري ناشط سعودي في جدة يحاول منذ سنوات دفع السلطات إلى إعادة تأهيل الوسط التاريخي لمدينته.
ما حصل البارحة، ليس حادثًا معزولاً. كل سنة، تحترق عدة مبانٍ كان آخرها عمارة تحولت إلى رماد في ديسمبر الماضي. فوسط جدة التراثي يتداعى: يصيبه الإهمال منذ سنوات، وتكثر فيه المخاطر البيئية من أسلاك كهربائية مكشوفة ومجارير مفتوحة. كلّ ذلك على خلفية نزاعات بين أصحاب العقارات وإدارة المنطقة. فكثيرون يريدون هدم عماراتهم المتداعية لكن السلطات ترفض السماح لهم بذلك باعتبارها مباني تراثية وتطلب منهم الترميم. وأمام تكاليف الترميم الباهظة، لم يتردّد في السابق بعض الملاّك في إرسال مأجورين أضرموا النار في المباني فأنهوا بذلك المشكلة العالقة على طريقتهم.
تراث يتداعى في وسط جدة التاريخي. صورة نشرها على فليكر k.khan2225 في 27 فبراير 2008.
لقد هجر أهل جدة الأصليين الوسط التراثي بسبب ارتفاع أسعار العقارات وقلة الخدمات فيه (ما من مواقف سيارات، وما من عمال تنظيف، إلخ) والتوسع العمراني والسكاني. وجرى تحويل بعض المنازل إلى مستودعات في حين راح يسكن البعض الآخر عمالٌ أجانب من ذوي الدخل المحدود في ظلّ غياب معايير الصحة السلامة.
عمال أجانب في وسط المدينة التراثي. وعلى يسار الصورة نرى مطعما باكستانيًا. صورة نشرتها على موقع فليكر Layal7 في 11 فبراير 2007.
تتميّز جدّة بهندسة حجازية تعود إلى مئات السنين. لكن عدد المباني التراثية تناقص حتّى هبط إلى النصف خلال العقد الأخير. ونحاول كناشطين تجنيب تراث جدّة ما آل إليه تراث مكّة المكرمة والمدينة المنوّرة. فقد خسرت هاتان المدينتان تراثًا معماريًا يعود إلى الحقبات النبوية والأموية والعباسية والعثمانية، تراثًا دُمّر لأجل بناء مشاريع عمرانية وفنادق للحجّاج والزوار".