المملكة العربية السعودية

ملكة جمال الجِمال، أصالة تراثية بأسعار خيالية...

تنتخب المملكة العربية السعودية اليوم الخميس أجمل نياقها ملكة على عرش الصحراء. لكن هذا المهرجان، الذي يعيد إحياء تراث عريق، يفقد اليوم بعضًا من أصالته مع وصول ملاك جدد للإبل هدفهم الوحيد تحقيق الشهرة ولو أنفقوا الملايين.

إعلان

تنتخب المملكة العربية السعودية اليوم الخميس أجمل نياقها ملكة على عرش الصحراء. لكن هذا المهرجان، الذي يعيد إحياء تراث عريق، يفقد اليوم بعضًا من أصالته مع وصول ملاك جدد للإبل هدفهم الوحيد تحقيق الشهرة ولو أنفقوا الملايين.

ويشارك هذه السنة في مهرجان مسابقة الملك عبد العزيز لمزايين الإبل في أم رقيبة 180 مالكًا للإبل. ويعتبر المهرجان الذي يجري برعاية الأمير مشعل بن عبد العزيز الأضخم من نوعه في العالم العربي. وقد خصّص في سنته العاشرة جوائز بقيمة 70 مليون ريال سعودي (حوالي 14 مليون يورو) – تقدّم أساسًا على شكل سيارات – للفائزين عن مختلف الفئات (فئة الفردي مع ناقة واحدة، فئة الثلاثين ناقة، الخمسين أو المائة).

منقية أمام لجنة التحكيم. تسجيل نشره على يوتيوب r3000m في 11 فبراير 2009.

سهرات المهرجان

خلال أمسية نظمها أحد المشاركين للاحتفال بوصوله أم رقيبة. تسجيل نشره على موقع يوتيوب saadalbqami في 11 فبراير 2010.

"الجميلات" قُبيل المهرجان

الاستعدادات للمهرجان. تسجيل نشره على موقع يوتيوب harbharbful في 19 ديسمبر 2009.

جمال في طريقها إلى أم رقيبة. الصورة: أبو فهد القحطاني.

" حضرتُ عملية بيع بِكر ناقة لقاء 12 مليون ريال سعودي"

أبو فهد القحطاني موظف في إحدى الشركات الكبرى في الرياض. ويحضر كل سنة مسابقة الملك عبد العزيز لمزايين الإبل في أم رقيبة.

امتد المهرجان هذه السنة قرابة الشهر. ويجري عادة عرض المنقيات أي أجمل ما انتقي من جمال للمرور أمام لجنة التحكيم. في الماضي، كانت تتضمن كل منقية 100 ناقة لكن اليوم يُطلق هذا الاسم على أي مجموعة من النياق ولو لم تكن تبلغ هذا العدد. وتُعرف الناقة الجميلة بكبر رأسها وشفاهها المتدلية التي تخفي أسنانها وطول رقبتها وامتلاء ظهرها وسمات جمالية أخرى.

يشارك في هذا المهرجان أشخاص من مختلف مناطق السعودية باستثناء المناطق الجنوبية الغربية لأنها مناطق جبلية لا تعيش فيها الإبل. وقد وقع الاختيار على أم رقيبة لأنها مدينة صحراوية يسهل الوصول إليها باعتبارها مربوطة بطرق معبدة، وهي تبعد 350 كلم عن الرياض وتتوسط جزيرة العرب ومناطق ملاك الإبل.

تُنظّم في إطار هذا المهرجان مسابقات أدبية وثقافية ويجري إلقاء القصائد والأشعار. ومع وصول كل مالك للإبل، يقيم هذا الأخير حفلا عامرا يدعو إليه العشرات احتفالاً بمشاركته في المهرجان. وتقام ضمن فعاليات المهرجان سوق للغنم وسوق كبيرة للإبل يجري فيها التفاوض على أفضل الأسعار.

يملك والدي أكثر من مئة إبل لكنه لا يؤمن بهذا المهرجان الذي بات يتّخذ طابعًا تجاريًا. فمؤخرًا، دخل المهرجان تجار متمولون من الخليج والسعودية. هؤلاء التجار عملوا فترة طويلة في قطاع العقارات وهم يشاركون اليوم في المهرجان طمعًا بالشهرة. فالفائر بهذا المهرجان، يحقق لنفسه شهرة على صعيد المنطقة بأسرها. وللحصول على أفضل الإبل، راح الملاك الجدد يزايدون بكثرة، فارتفعت الأسعار بصورة خيالية. الأسبوع الماضي، حضرتُ عملية بيع بِكر ناقة لقاء 12 مليون ريال سعودي (أي قرابة 2.5 مليون ريال) بينما لم يكن يتعدى السعر السنة الماضية الأربعة ملايين ريال (784 ألف يورو)، وبالكاد كان يبلغ عشرة آلاف ريال (2000 يورو) قبل عقد. وقد تفاخر تاجر بحريني مؤخرًا بشرائه إبلاً بمائة مليون ريال سعودي (19.5 مليون يورو) أملاً في الفوز بالمهرجان وتحقيق شهرة عالية. حتى أن 6 قنوات سعودية باتت تبثّ تسجيلات مصوّرة لمنقيات يدفع أصحابها 10 ألاف ريال لأجل بضع دقائق".