مصر

عملية هدم بسيطة تتحوّل إلى مواجهات دامية

نهار الثلاثاء، أدّت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين إلى وفاة شخص وجرح العشرات في عزبة الهجانة شرق القاهرة. ما كان يُفترض أن يكون عملية هدم عادية تحوّل إلى معركة دامية بين الأهالي والشرطة. ...

إعلان

نهار الثلاثاء، أدّت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين إلى وفاة شخص وجرح العشرات في عزبة الهجانة شرق القاهرة. ما كان يُفترض أن يكون عملية هدم عادية تحوّل إلى معركة دامية بين الأهالي والشرطة.

وقد نشب الخلاف عقب قرار محافظ القاهرة، عبد العظيم وزير، القاضي بهدم "28 برجًا غير مأهول بالسكان" في عزبة الهجانة بمدينة نصر لأن هذه المباني، بحسب السلطات، مخالفة لشروط السلامة العامة. إجراء يثير غضب أهالي هذه المنطقة الشعبية المقتنعين بأن السلطات ستدمّر مباني مأهولة.

حسين محمد إسماعيل منقولا على أكتاف المتظاهرين. تسجيل نشره على موقع يوتيوب أحمد محمود عبد الهادي في 15 ديسمبر 2009.

"عندما علمنا بوفاته، اشتدت التصادمات مع قوات الأمن وتمكنّا من جرح العديد منهم"

أحمد محمود عبد الهادي من سكان عزبة الهجانة. كان أول من دعا إلى التظاهرة السلمية.

صباح البارحة قررنا التظاهر سلميًا أمام القسم لأنهم قبل أربعة أيام، بدأوا بهدم بيوت غير مشمولة بقرار المحافظ. لقد كذبوا علينا. فبَدل أن يدمروا المباني المؤلفة من 15 طابقًا لأنها عائق في وجه الطائرات التي تقلع من مطار حربي قريب، راحوا يهدمون مباني من طابقين.

لكن بُعيد وصولنا أمام القسم، علمنا من الأهالي بأن عمليات الهدم العشوائية مستمرة. كانوا يرمون الناس القاطنين في الشقق خارجًا مع أغراضهم وأثاثهم ويبدأون التدمير. فقطعنا الطريق المؤدية إلى مدينة نصر ثم توجهنا إلى مكان الهدم ورحنا نرميهم بالزجاج والحجارة. لذا اختبأوا داخل البيوت وفي أحدها وجدوا حسين محمد إسماعيل فأبرحوه ضربًا ما أدى إلى وفاته [إضافة أسرة التحرير: أشارت السلطات إلى أن الفحص الطبّي للجثة أظهر بأن مشاكل القلب لديه كانت السبب في وفاته]. وعندما علمنا بوفاته، اشتدت التصادمات مع قوات الأمن وتمكنّا من جرح العديد منهم. [بحسب وكالة رويترز، جرح 17 من عناصر قوات الأمن، حال اثنين منهم بخطر بحسب الوكالة].

لقد قنّن أهالي الحي وضعهم مع الجيش، صاحب الأرض، قبل سنوات بحيث تمكّنوا من البناء بدون رخص حتى ستة أو ثمانية طوابق. كما أن البعض رشا المسؤولين وبنى عشرة طوابق. ومباني عزبة الهجانة حديثة العهد وأقدمها لا يتعدى عمره العشر سنوات. لكن اليوم هناك مستثمرون طامعون بأراضي الحي. فنحن نعيش في منطقة جميلة وقد ارتفعت فيها أسعار المتر المربع. وكثيرون يتمنون إزالة المباني التي يسكنها العمال وتشييد مشروع سياحي مكانها".

مشاهد من التظاهرة قبل أن تتحول إلى مواجهات دامية. ونرى فيها المتظاهرين يناشدون الرئيس مبارك لمساعدتهم. تسجيل نشره على موقع يوتيوب أحمد محمود عبد الهادي في 15 ديسمبر 2009.