روسيا

وشَهِد شاهد من أهله... على فضائح التزوير

الاتهامات بتزوير نتائج الانتخابات في روسيا أسطوانة اعتدنا سماعها. لكنها غالبًا ما تصدر عن أبواق المعارضة. إلا أن هذا التسجيل الذي تتناقله المدونات الروسية يُظهر عكس ذلك. ففيه يُفشي شاب شبه ثمل مقرّب من الكرملن "أسرار" التزوير الذي مارسه الحزب الحاكم في الانتخابات. ...

إعلان

الاتهامات بتزوير نتائج الانتخابات في روسيا أسطوانة اعتدنا سماعها. لكنها غالبًا ما تصدر عن أبواق المعارضة. إلا أن هذا التسجيل الذي تتناقله المدونات الروسية يُظهر عكس ذلك. ففيه يُفشي شاب شبه ثمل مقرّب من الكرملن "أسرار" التزوير الذي مارسه الحزب الحاكم في الانتخابات.

سمحت انتخابات الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لرئيس بلدية موسكو، يوري لوجكوف (73 عامًا)، بالفوز بولاية جديدة من أربعة أعوام. وقد حصد لوجكوف، الذي يشغل منصبه منذ العام 1992، ﺑ66% من الأصوات، ما سيعّزز نفوذ هذا العضو البارز في حزب "روسيا الموحّدة" الحاكم في البلاد. ومع أن أصابع الاتهام غالبًا ما توجَّه إلى لوجكوف فتحمّله مسؤولية الفساد المتفشي في المدينة، إلا أنه لا يزال يتحلّى بشعبية لا يُستهان بها. ومع ذلك، يتوق كثيرون من أنصار الحزب إلى إقصائه عن الفلك السياسي. ولعلّ مناصر "روسيا الموحدة"، الذي نراه في هذا التسجيل خير مثال على هذه الفئة. إذ لم يتورع عن وصف آلية التزوير الانتخابي، التي لجأ إليها لوجكوف، أمام عدسة مراقب موالٍ للمعارضة.

شرطة مكافحة الشغب تتصدّى للمحتجين على التزوير

التحق "أولغ" في اليوم التالي بأحد التجمعات للاحتجاج على التزوير، وما إن ارتصّت صفوف التجمع حتى تصدّت له شرطة مكافحة الشغب. فاعتُقلت غالبية المشاركين في التظاهرة. حتى "أولغ" أمضى ست ساعات في مركز الشرطة، والتقط مشاهد من الاشتباكات.

اعتقال الطواقم الإعلامية بتهمة التصوير في مراكز الاقتراع

بعدما فضحت اللقطات المصورة في مراكز الاقتراع عمليات التزوير المتفشية في الانتخابات البرلمانية عام 2007، حُظّر استخدام أجهزة التصوير. أمّا هذا الشريط المصور فيظهر طاقمًا من محطة "ريد تي في" (Red TV) الشيوعية وهو يصوّر أحد المراقبين يمنع فتاةً من خارج دائرة موسكو من الاقتراع في هذه الدائرة الانتخابية. وعندما استدعى المراقبُ الشرطة، تمّ التحقيق معه ومع طاقم التصوير بدلاً من مساءلة الفتاة. وقد شرح المراقب في إحدى المقابلات أنه رأى سيارات تجول على مراكز الاقتراع، كتلك التي تحدّث عنها "فلاديميروفيتش"، الشاهد الشهير.

نص التسجيل:

"وصلتُ عند السابعة صباحًا إلى محطة "كرازنوغفرديسكايا"، ورأيت 35 سيارة تنتظر في الخارج. صعد خمسة أشخاص في كل منها، ما يعني أنهم كانوا 175 شخصًا. أعطي كلٌّ منهم كلمة سرّ: "لوجكوف". حين بلغوا مركز الاقتراع، طلبوا التحدث إلى المسؤول، وما إن نطقوا بكلمة السرّ حتّى منحوا بطاقات انتخابية.

تمّ الاتفاق على أن يذهب كل ناخب منهم إلى 31 مركزًا من مراكز الاقتراع في "زيابليكوفو"، ما يعني أن حصيلة أصواتهم ستقارب الأربعة آلاف صوت. وسيعيدون الكرة في المساء، ما يمنح حزب روسيا الموحدة أكثر من ثمانية آلاف صوت مزور. (...) وفي نهاية اليوم، عند العاشرة مساءً، يُدعى الجميع إلى حفل في مركز "أُوبلاكا" التجاري. ويعطي رئيس التنظيم الشبابي في حزب روسيا الموحدة، كل مشارك ألفي روبل [أي ما يعادل 45 يورو]. وهكذا يحصل كل مواطن من "أوزبكستان" قام بالتصويت 62 مرة لصالح حزب روسيا الموحدة على ألفي روبل. (...) بعضهم لم يبلغ حتّى سن الحادية والعشرين، ولا يحق لهم الاقتراع بأي شكل من الأشكال، ومع ذلك يقترعون. فإن كلمة "لوجكوف" السحرية كفيلة بتخطي كل المستحيلات، وإبطال كل القوانين.

توجّهتُ من بعدها إلى رئيس دائرتنا وأخبرته أنه من المخزي أن يدلي مواطنون من أوزبكستان أكثر من ستّين مرة بأصواتهم بالنيابة عنّا. فإذا برئيس لجنة الحزب، سيدوركينا تيتوف، والرئيس الإداري، أوبرافليونوف، ونائبه، سافيلنيكوف، يحتجزونني في غرفة، ويقولون لي: " قد لا يروقك الوضع، غير أن هذه التدابير ضرورية لضمان انتصار روسيا الموحّدة". (...)

والواقع أن الانتخابات الرئاسية في العام 1996 ما بين "بوريس يلتسين" و"غينادي زيوغانوف"، لم تشهد تزويرًا صارخًا إلى هذا الحدّ المشين. لقد فقد الناس حياءهم من دون شك! وأنا بصفتي عضوًا في حزب روسيا الموحدة أتوجه إلى الرئيس فلاديمير بوتين بالقول: "سيدي الرئيس، إنك رجل صالح، غير أنّ يوري لوجكوف لا يستحق البقاء. (...) فقد شغل هذا الرجل منصبه منذ زمن طويل جدًّا. (...)"

"قد لا يروقك الوضع، غير أن هذه التدابير ضرورية لضمان انتصار روسيا الموحّدة"

أولغ كوزلوفسكي ناشط سياسي وعضو في حركة "التضامن" المعارضة. يدّعي أنّه شهد عمليات تزوير فاضحة وهو يراقب الانتخابات البلدية في موسكو يوم الأحد الماضي. لكنه ما أن حاول توثيق هذه العمليات على جهاز الكاميرا، حتى جرى توقيفه ووجد نفسه يحدّث "كيليوكين أندريه فلاديميروفيتش"، أحد أنصار حزب "روسيا الموحدة"، وعضو في لجنة "زيابليكوفو" لمراقبة الانتخابات. وقد استرسل "كيليوكين"، الذي بات يلقّب "بالثمل الثرثار"، في وصف عمليات التزوير الحاصلة: