ممنوع على النساء القيادة... مسموح للأطفال!!

في المملكة العربية السعودية، ممنوع على النساء قيادة السيارات. تصوّروا إذًا غضب مراقبتنا الأمريكية سوزي المقيمة في جدّة حين تصادف أولادًا لم يربوا على العاشرة يقودون سيارات ضخمة رباعية الدفع.

وتعرف المملكة أحد أعلى معدلات حوادث السير في العالم. فبحسب وزارة النقل، وقع 485.931 حادثًا على طرقات المملكة عام 2008 أودى بحياة 6.458 شخصًا.

"يغيظني أن يكون أولاد مدللون خلف المقود فيما أنا ممنوعة عليّ القيادة"

تسكن سوزي في جدّة وهي صاحبة مدونة Susie's big adventure.

يغضبني أن أمنع أنا كسائقة متمرسة ومسؤولة لديها خبرة عدة سنوات من القيادة في المملكة العربية السعودية بينما غالبًا ما أصادف أولادًا قاصرين يقودون السيارات.

حاولت الاستعلام عن العمر القانوني للقيادة في المملكة لكن يستحيل إيجاد هذه المعلومة بدقة كما يصعب إيجاد القوانين التي ترعى قانون السير. يبدو أن العمر يتراوح بين السابعة عشرة والخامسة والعشرين مرورًا بكافة الأعمار ما بينهما [بحسب موقع إدارة مرور منطقة الرياض العمر هو 18 سنة]. لكن المؤكد أن الصبية الذين رأيتهم كانوا دون السابعة عشرة بكثير.

في أحد الأيام وبينما كنت أجتاز حيًا سكنيًا هادئًا في جدّة، كاد أن يدهسني صبيّ لم يتجاوز العاشرة من العمر. هؤلاء الصبية يشدقون رقابهم ليتمكنوا من رؤية الطريق. يعتلون بغالبيتهم وسادات لكنني لا أفهم كيف يبلغون دوّاسة البنزين أو الفرامل. ومع أنني لا أرى هذا بشكل يوميّ لأنني لا أخرج كثيرًا، فهذه الأمور شائعة للغاية. يغيظني أن يكون أولاد مدللون خلف المقود فيما أنا ممنوعة عليّ القيادة. وكما في العديد من البلدان، ندع الصبية يعتقدون أنهم أعلى شأنًا من أخواتهم فنعطيهم صلاحيات لأنهم ولدوا مع عضو لا تملكه البنات.

هذا الصبي كان في الثامنة تقريبًا. التقطت الصور له فيما كان خلف مقود سيارة في شوارع جدة المزدحمة بالسيارات. صوّرته في إحدى أمسيات شهر رمضان الذي يعرف زحمة سير خانقة. أما في المقعد الأمامي قرب السائق، جلس رجل ملتحٍ هو على الأرجح الوالد. لا نراهم جيدًا على الصورة لكن هناك ولدان آخران يجلسان على المقعد الخلفي. وطبعًا لا أحد منهم يضع حزام الأمان. أصلاً هنا لا أحد يضع الحزام".