العراق

هل منتظر الزيدي جايمس بوند العرب؟

أطلق اليوم سراح الصحافي منتظر الزيدي الذي ذاع صيته بعد أن رمى حذاءه في وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش في ديسمبر/كانون الأول 2008. منتظر الذي بات يحظى في العالم العربي بمنزلة الأبطال، يولّد مشاعر متناقضة لدى مراقبينا العراقيين. اقرأوا المزيد...

إعلان

منشور على صفحة مجموعة محبّي منتظر الزيدي على موقع فايسبوك.

أطلق اليوم سراح الصحافي منتظر الزيدي الذي ذاع صيته بعد أن رمى حذاءه في وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش في ديسمبر/كانون الأول 2008. منتظر الذي بات يحظى في العالم العربي بمنزلة الأبطال، يولّد مشاعر متناقضة لدى مراقبينا العراقيين.

في الرابع عشر من ديسمبر 2008 وخلال مؤتمر صحفي في بغداد، دخل منتظر الزيدي التاريخ من بابه الواسع حين رمى حذاءه، رقم 43، في وجه الرئيس الأمريكي الذي كان يجري آخر زيارة للعراق كرئيس للولايات المتحدة. ومن صدر يعتصره الألم، صرخ الزيدي في وجه الرئيس بوش "هذه قبلة الوداع، يا كلب" قبل أن يثبته رجال الأمن أرضًا ويقيّدوا حركاته.

هذه الحادثة المذلّة طبعت آخر أيام بوش بالمهانة ومنحت منتظر الزيدي شهرة عالمية. ولأجلها، حُكم على الزيدي بالسجن ثلاث سنوات "لاعتدائه على رئيس دولة أجنبية". لكن الحكم خفّف في الاستئناف إلى سنة قضى منها تسعة أشهر وخرج لحسن سلوكه.

وبعد إطلاق سراحه، من المرتقب أن تنهال على الزيدي الهدايا والأموال. فقد وعد أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بتقديم حصان من الذهب له. من جهته، أعرب الزعيم الليبي، العقيد معمر القذافي، عن رغبته في منحه أرفع وسام شرف في البلاد في حين قرر رجل الأعمال البحريني، قريش خان بونيري، إهداء الزيدي سيارته الليموزين.

أما قناة "البغدادية" التي عمل الزيدي ضمن أسرتها فقد سبق أن قدمت له شقة عصرية أكبر من الشقة الضيقة التي يسكنها في حي الرشيد وسط العاصمة العراقية.

الحذاء الذي دخل التاريخ

"عرض عليه تاجر فلسطيني من نابلس يد ابنته"

علي الموسوي طالب في بغداد.

"اختلفت ردود فعل العراقيين حول منتظر الزيدي. بالنسبة إلى الشباب، هو بطل عربي يكنّ حبًا كبيرًا لوطنه. هم يساندونه بدون تحفّظ. لكن بالنسبة إلى المسنين كما إلى شريحة واسعة من المثقفين، افتقر الزيدي إلى حس المهنية خلال تأديته عمله كصحافي كما إلى أصول الضيافة التي نتمسك بها نحن العراقيين. عندنا لا بدّ أن يظلّ الضيف معزّزًا مكرمًا.

لكن لا بدّ من الاعتراف بأن الزيدي يتمتع بشعبية واسعة داخل العراق وخارجه. فقد عرض عليه تاجر فلسطيني من نابلس يد ابنته. آخرون في مصر والأردن قدّموا له العرض ذاته. لكن يبدو أنه سيتوجه إلى المطار بُعيد خروجه ليستقلّ طائرة إلى اليونان لأن أقرباءه خائفون على حياته".

"منذ ديسمبر، سمّي عشرات الأطفال لا بل المئات تيمّنًا بمنتظر"

أحمد هاشم صحافي تركماني، يقيم في كركوك شمال العراق.

بالنسبة إلى التركمان، ما فعله الزيدي أثلج قلوبهم. الجميع تحدث عن الموضوع. التركمان أشخاص وطنيون يحبون العراق ويعتبرون ما قام به الزيدي بطوليًا. هو مثال يحتذى به لكل شاب عراقي.

منذ ديسمبر/كانون الأوّل، سمّي عشرات الأطفال لا بل المئات تيمّنًا بمنتظر وتكريمًا لبطولته. أحد أصدقائي لم يتردّد في تسمية مولوده البكر باسم منتظر. لو أن الوضع الأمني مستتب في العاصمة، لكان توجّه الكثير من شبابنا للترحيب به لحظة خروجه".

منشور على صفحة مجموعة محبي منتظر الزيدي على موقع فايسبوك.

"أحترم شجاعته لكنني لا أوافق على ما فعله"

محمد طبيب أسنان في بغداد وصاحب مدونة "آخر العراقيين".

تتباين الآراء في المجتمع العراقي حول منتظر الزيدي. فالبعض يعتبره مستهترًا، وآخرون يرونه كبطل، كرمز لمقاومة المحتل. أعتقد أنه عبّر عن غضبه بطريقة خاطئة. أحترم شجاعته وصلابة قناعاته لكنني لا أوافق على ما فعله".

منشور على موقع jffra.com