المسموح والمحظور في الإعلانات السعودية

سوق الإعلانات في المملكة العربية السعودية سوق ضخمة للغاية. لكن للفوز بحصة فيها، لا بدّ أن تراعي شركات الإعلانات بعض الشروط: فلا نساء سافرات ولا مصافحة باليد اليسرى...

تمثل سوق الإعلانات في السعودية حوالي مليار يورو سنويًا، ما يضعها في طليعة الأسواق العربية ولا يضاهيها من حيث الحجم في المنطقة سوى السوق الإسرائيلية (هاموند، 2005). لكن هذه السوق لها قواعدها وضوابطها، ولا يدخلها سوى من يلتزم بها وبقوانين الرقابة السعودية.

صورت شركة "إندبندنت برودكشن" الإعلان التالي بنسختين. الأولى تتوجّه إلى الشرق الأوسط والثانية مخصصة للجمهور السعودي.

"يستحيل تصوير الله فوق غيمة"

تخضع الإعلانات المخصصة للسوق السعودية لضوابط مرتبطة بكيفية تصوير الجسد، وهو تصوير نابع من تحديد إسلامي صرف: تحريم السفور والعري، حظر تصرفات الإغراء أو تسخير جسد المرأة للإشادة بمزايا هذه السلعة أو تلك، إلخ.

فقواعد صارمة ترعى تصوير المرأة على ثلاثة أصعدة: أوّلاً "كيانها" وما يشتمل عليه من مظهر وسلوك. ثانيًا "فعلها"، أي ما هو مسموح لها ومحظور عليها كتوجيه الحديث منفردة إلى رجل من غير المحارم أو قيادة السيارة. ثالثًا "إحداث الفعل"، كإعطاء الأوامر على سبيل المثال وهو أمر محصور عادة بالرجال.

ويضاف إلى هذه الإشكالية ممنوعات أهمها اثنان: بعضها مرتبط بالكون والطبيعة فيستحيل مثلاً تصوير الله فوق غيمة. والبعض الآخر متعلق بتصوير حيوانات معينة مثل الخنازير والخنازير البرّية أو حتى الكلاب داخل المنازل".

"في إعلان لشامبو يصار إلى تصوير المرأة من الخلف فنرى شعرها لا وجهها"

سمير طرابلسي هو المدير العام لشركة Independent Productions فرع بيروت.

أكثر من نصف إنتاجاتنا معدّة للسوق السعودية، حوالي 30 بالمائة لسائر دول الخليج وما تبقى للسوق المحلية اللبنانية التي تشهد حاليًا نموًا سريعًا.

الإعلانات المنتجة للمملكة العربية السعودية ملزمة باحترام قواعد الرقابة السعودية: ما من مشاهد جريئة أو حساسة، التقيّد بعادات وتقاليد البلاد، إلخ. من هنا، يُمنع مثلاً الأكل أو السلام باليد اليسرى المخصصة عادة للوضوء.

في الإعلانات السعودية، النساء على الدوام محجبات يرتدين الألوان داخل المنزل والأسود خارجه. وحين يتعلق الأمر بإعلان لشامبو، على سبيل المثال، يصار إلى تصوير المرأة من الخلف فنرى شعرها لا وجهها.

كما لا يسمح بتصوير أي رموز دينية غير إسلامية في الإعلانات. ولا يحق إيراد أي صورة أو لوحة أو منحوتة تمثل إنسانًا أو حيوانًا. لكن هذه ليست الحال في بقية الدول العربية حيث قوانين الرقابة أقلّ تشددًا".