مرّ الانتخابات اللبنانية
نشرت في: آخر تحديث:
يثير تسجيل صوتي بين نائب من فريق "14 آذار"، الذي فاز بأغلبية المقاعد في الانتخابات النيابية اللبنانية الأحد الماضي (7 حزيران/يونيو)، وكاهن رفض العمل لحملته الانتخابية ضجة عارمة في لبنان. مراقبتنا تؤكد أن هذه الممارسات من فساد وشراء للأصوات وترهيب وتهديد من الأمور الشائعة في بلاد الأرز. ا
يثير تسجيل صوتي بين نائب من فريق "14 آذار"، الذي فاز بأغلبية المقاعد في الانتخابات النيابية اللبنانية الأحد الماضي (7 حزيران/يونيو)، وكاهن رفض العمل لحملته الانتخابية ضجة عارمة في لبنان. مراقبتنا تؤكد أن هذه الممارسات من فساد وشراء للأصوات وترهيب وتهديد من الأمور الشائعة في بلاد الأرز.
الأب إلياس العكاري كاهن رعية أبرشية جبل لبنان التابعة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، إحدى الكنائس الأرثوذكسية المشرقية. كان من المفترض أن يعمل لصالح حملة نائب قضاء المتن، ميشال المرّ، الذي يسيطر على الحياة السياسية في هذه المنطقة من جبل لبنان منذ أكثر من أربعين عامًا. لكن حين بدّل الأب العكاري ولاءه وانضم إلى حملة خصمه، إبراهيم كنعان، ثارت ثائرة ميشال المرّ.
في لبنان، يقوم المرشحون ومناصروهم بطبع أوراق الاقتراع التي سيجري إسقاطها في الصناديق ويوزعونها على الناخبين عشية الانتخابات أو عند مداخل أقلام الاقتراع خلال اليوم الانتخابي. لكن بدل توزيع أوراق اقتراع لصالح قائمة المرّ، قام العكاري بتوزيع أوراق اقتراع لصالح إبراهيم كنعان وقائمته. فاستدعى ميشال المرّ الكاهن إلى مقرّ حملته في عمارة شلهوب وأمره باسترجاع ما وزعه من أوراق لصالح الفريق الآخر مهدّدًا إياه بإرسال دورية من المخابرات التابعة لوزارة الدفاع لتوقيفه وضربه. تهديد لا يستهان به لا سيما وأن وزير الدفاع ليس سوى... ابن ميشال المرّ.
وكانت قناة الـOTV المقربة من التيار الوطني الحرّ وزعيمه العماد ميشال عون أوّل من بث التسجيل في التاسع من يونيو/حزيران. وينوي التيار الوطني الحرّ، المنتمي إليه كنعان، التقدم إلى المجلس الدستوري بطعن بنيابة ميشال المرّ على خلفية اتهامه بالفساد الانتخابي وممارسة الضغوط على رجل دين كما أعلن العماد عود نهار الأربعاء.
وتفيد "الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية – لا فساد" في بيان صحفي نشرته غداة الانتخابات النيابية أن مرشحين قاموا بشراء أصوات الناخبين في عدد من المناطق: فقد بلغ الصوت 800 دولار (574 يورو) في زحلة (محافظة البقاع)، وبين 60 و100 دولار (43 و72 يورو) في صيدا (محافظة الجنوب) وحتى 3000 دولار (2148 يورو) في زغرتا (محافظة الشمال).
" باتت رشوة الناخبين أمرًا عاديًا في لبنان"
مها عواضة في السابعة والعشرين من العمر، تعيش في بيروت وتعمل في شركة للشحن البحري.ما قاله ميشال المرّ لا يفاجئني. فقد عرفنا ممارساته في السابق وضغوطاته على محطة الـMTV ما أدّى إلى إقفالها [عام 2002] حين كان على خلاف مع شقيقه، غبريال المرّ، صاحب المحطة.
شراء الأصوات أمر شائع في لبنان. وقد لجأ إليه سياسيون من كافة المشارب السياسية ولو أن فريقًا قام بهذه الممارسات أكثر من الآخر. لقد باتت رشوة الناخبين أمرًا عاديًا في لبنان والشعب، على فقره، بحاجة إلى خدمات ولو كانت مؤقتة.
أخبرتني إحدى صديقاتي أن والدها قصد مدينة صيدا مؤخرًا لشراء بعض من السمك لكنه تفاجأ لدى بلوغه سوق الصيادين بوجود اثنين منهم فقط. فسأل عن غياب الآخرين. قيل له إنهم قبضوا من أحد المرشّحين 800 دولار وإنهم لا يحتاجون للعودة إلى السوق قبل انقضاء شهر".