مصر

التحرش الجنسي بالأطفال: المصريون يحطمون جدار الصمت

"فيلم مهم جدا". مع هذا العنوان المحيّر، لم يمرّ فيلم الرسوم المتحركة الذي أنتجه المركز المصري لحقوق المرأة مرور الكرام على شبكة الإنترنت لا سيما وأنه يتطرق إلى موضوع يُعدّ من المحرمات: التحرش الجنسي بالأطفال.

إعلان

"فيلم مهم جدا". مع هذا العنوان المحيّر، لم يمرّ فيلم الرسوم المتحركة الذي أنتجه المركز المصري لحقوق المرأة مرور الكرام على شبكة الإنترنت لا سيما وأنه يتطرق إلى موضوع يُعدّ من المحرمات: التحرش الجنسي بالأطفال.

بطلة الفيلم فتاة في الصف الثاني ابتدائي تدعى سلمى. نراها في مختلف أطر الحياة اليومية (الشارع، المتجر، المنزل...) والهدف توعية الأطفال وذويهم بشأن الاعتداءات الجنسية التي يتعرّض لها صغار السنّ وتشجيعهم على كسر حاجز الصمت والتقدم بشكوى في مراكز الشرطة.

وتندر في مصر الدراسات حول التحرش الجنسي بالأطفال. فغالبًا ما تستشهد المقالات حول هذا الموضوع ببحث الدكتورة فاتن عبد الرحمن الطنباري من معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس ولو أن البحث يعود إلى سنة 1995. وقد خلصت الطنباري إلى أن الاعتداءات الجنسية على القاصرين تشكّل 18 بالمائة من حالات العنف التي يشهدونها. وقد اتضح من خلال دراستها أنه في 35 بالمائة من الحالات، للمعتدي صلة قربى بالطفل. وتشير الطنباري إلى أنه في غياب أي إحصائيات رسمية وكثرة حالات التستر، تظلّ الحالات المعلن عنها مجرد غيض من فيض.

" كان بواب المبنى الذي نسكنه يُقدم على قرصي أو لمسي في أماكن حساسة"

آسر ياسر صاحبة مدونة "سكايلايت". وقد أطلقت منذ فترة وجيزة حملة مناهضة للتحرش الجنسي في مصر.

الفيلم ظريف لكن ما حجم الشريحة السكانية التي سيطالها؟ فهو متوفر على أقراص DVD وعلى الإنترنت لكنه غير معروض على شاشات التلفزة الوطنية. ظاهرة التحرش بالأطفال متفشية جدًا. الأطفال يتعرضون للمس أو المداعبات الجنسية في النادي والمدرسة والدكان والمصعد...

هذه المشكلة ليست جديدة لكن اليوم خفّت درجة التعتيم عليها. عندما كنت في العاشرة أتذكر أن بواب المبنى الذي نسكنه كان يُقدم على قرصي أو لمسي في أماكن حساسة وعرفت بعدها أن الفتيات في المبنى ذاته كنّ يتعرضن أيضًا للمداعبات. وحين كانت أختي في الثانية عشرة، حاول موظف في المكتبة التحرش بها. وعند عودتها إلى المنزل، أخبرتنا القصة فطلبتُ من والدي التقدم بشكوى وتبيّن لنا أن المتحرش طالب في كلية الهندسة رجانا والده التستر على ما فعله حفاظًا على مستقبله.

اليوم نرى أشخاصًا يتوجهون إلى قسم الشرطة للتبليغ عما حصل وهو أمر لم يكن واردًا في السابق. لكن حتى اليوم، يفضّل الناس تأديب المتحرش بدون اللجوء إلى الشرطة. فيذهب الأب أو الأخ ليبرح المتحرش ضربًا. إن عدم الإبلاغ سببه الرغبة في التستر على ما حصل. فمجتمعنا محافظ وفضيحة مماثلة قد تضرّ أيضًا بالضحية. فإذا كانت فتاة سيؤثر ذلك في سمعتها وفي حظوظها مستقبلاً بالزواج وإن كانت الضحية فتى ستلصق به صفة "الشاذ". وفي كلتا الحالتين نعرف آثار ذلك السلبية على الضحية في مجتمعنا العربي".

مقتطفات من الفيلم

مدة الفيلم الأصلي حوالي عشر دقائق وبالإمكان مشاهدته على موقع المركز المصري لحقوق المرأة.