سينما

"ملائكة وشياطين" فيلم يروّج لنظرية المؤامرة؟

من المرتقب أن يبدأ عرض فيلم "ملائكة وشياطين" المقتبس عن رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب الأمريكي دان براون (صاحب رواية "شفرة دافينشي") في صالات السينما في 13 مايو/أيار المقبل. حبكة الرواية المتمحورة حول نظرية المؤامرة ستستقطب بدون شك جمهورًا حاشدًا. لكنّ البعض يخشى أن يروّج الفيلم لأفكار الكاتب على أنها حقائق تاريخية.

إعلان

في رواية "ملائكة وشياطين"، يقول دان براون إن الهرم والعين المرسومين على الدولار الأمريكي من رموز المستنيرين.

من المرتقب أن يبدأ عرض فيلم "ملائكة وشياطين" المقتبس عن رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب الأمريكي دان براون (صاحب رواية "شفرة دافينشي") في صالات السينما في 13 مايو/أيار المقبل. حبكة الرواية المتمحورة حول نظرية المؤامرة ستستقطب بدون شك جمهورًا حاشدًا. لكنّ البعض يخشى أن يروّج الفيلم لأفكار الكاتب على أنها حقائق تاريخية.

الفيلم من إخراج رون هاورد ويتناول، كما هو حال الرواية، الصراع الدائر في عصرنا الحالي بين مجموعة المستنيرين "Illuminati"، وهي منظمة سرية يعود تأسيسها إلى عصر النهضة، والكنيسة الكاثوليكية. ويشرح دان براون في روايته أن العالِم الكبير غاليليو والفنان الباروكي بيرنيني كانا من أتباع هذه المنظمة السرية التي عانى أعضاؤها الأمرين بعد أن "طردهم الفاتيكان من روما واضطهدهم بدون هوادة". وها هم يعودون للثأر بعد 400 سنة.

استلهم الكاتب أحداث روايته من عدة "نظريات مؤامرة" تُقدم "مجموعة المستنيرين" على أنها "نخبة النخب"، منظمة يكتنفها الغموض هدفها اختراق مراكز السلطة بغية إنشاء"نظام عالمي جديد" مبني على أساس إنساني وعلماني.

وهذه النظريات منتشرة بشكل واسع على شبكة الانترنت وتستند إلى تفسير الإشارات الخفية في الكتب التاريخية كما في حياتنا اليومية. على سبيل المثال، إن الهرم والعين المرسومين على الدولار الأمريكي، وهما من رموز مجموعة المستنيرين، لدليل على أن التنظيم السري استطاع اختراق أعلى مستويات السلطة منذ أربعينيات القرن الماضي.

وقد تعرّض مخرج الفيلم، رون هاورد، لانتقادات شديدة اتهمته بتحريف الحقائق التاريخية. ودفاعًا عن نفسه، أوضح هاورد على موقع Huffington Post  أن الفيلم "مجرد قصة خيالية" مضيفًا بالقول "إذا كانت القصص الخيالية غير قادرة على الابتعاد عن الأحداث الواقعية ، لما كنّا رأينا أعمالاً سينمائية مثل Ben-Hur وBarabbas وThe Robe وGone With the Wind وTitanic. أما دان بروان، فهو أكثر غموضًا على موقعه الرسمي (اقرأوا بعض المقتطفات في أدنى هذه المقالة).

يستفيد فيلم رون هاورد من رواج نظريات المؤامرة. وقد يحظى فيلمه بأصداء واسعة في إطار الأزمة الاقتصادية الراهنة والتخوّف من تفشّي وباء A/H1N1، وباء لم تتردّد مدوّنة فرنسية في تحميل المستنيرين مسؤولية إطلاقه.

"مؤامرة المستنيرين" كما تناولتها بعض مواقع الانترنت

هيمنة المستنيرين بريشة دافيد مارتن

 

الهيكلية الهرمية لمنظمة المستنيرين السرية. منشور على موقع Conspiracy Watch.

 

الهرم والعين المرسومان على الدولار الأمريكي يراهما البعض كرمزين من رموز المستنيرين.

"مؤامرة المستنيرين من أجل انشاء نظام عالمي جديد"

نشره على موقع يوتيوب zgump.

" هذا النوع من الأعمال الأدبية موذٍ "

بيل دونهيو رئيس رابطة المسيحيين ومقرها نيويورك.

يعمد كلّ من دان براون ورون هاورد إلى الخلط بين الحقيقة والخيال. فكما في "شفرة دافنشي" يؤكدان أن جزءًا من عملهما مستند إلى "حقائق" تاريخية. لكن حينما نطرح عليهما أسئلة محددة، يختبئان خلف حجة أن العمل ما هو إلا رواية. هذا النوع من الأعمال الأدبية موذٍ لأنه يلمح للجمهور بأن ما قرأه أو شاهده قد يكون واقعيًا.

لكن الكنيسة الكاثوليكية لم "تقتل" أي شخص ينتمي إلى المستنيرين، كما جاء في الفيلم. حتّى أن منظمة المستنيرين لم تتأسس عام 1600 بل سنة 1776 وتم حلّها عام 1787. لماذا هذه الخفة في التعامل مع الأحداث؟ وهناك شهيدهم المفضل، غاليليو، الذي بحسب مزاعمهما اضطهدته الكنيسة. إلا أن غاليليو توفي عام 1642 وبالتالي يستحيل أن يكون له أية صلة بالمستنيرين. كما أنه لم يتم سجنه أو تعذيبه.

ما انتقده في هذا الكتاب هي الفكرة القائلة إن الكنيسة تعارض ما هو منطقي وعلمي. لكن بدون الكنيسة الكاثوليكية، لما استطاعت الجامعات أن تواصل عملها خلال القرون الوسطى. وبدون الكنيسة الكاثوليكية لما حظيت الثورة العلمية [في القرنين السابع عشر والثامن عشر] بصدى واسع. على سبيل المثال، ما أسهمت به الكنيسة في علم الفلك كان بارزا.

رابطة الكاثوليكيين تطالب ببساطة أن يسبق عرض الفيلم نص يُوضح أن العمل من نسج الخيال".

مقتطفات من الموقع الرسمي لدان براون

- حول المستنيرين الأوائل:

"من المتعارف عليه تاريخيًا أن المستنيرين أقسموا، في القرن السابع عشر، بأن ينتقموا من الفاتيكان. المستنيرون الأوائل، الذين عاشوا في زمن غاليليو، طردهم الفاتيكان من روما واضطهدهم بدون هوادة".

- حول الرموز المرسومة على الدولار الأمريكي:

"هذه الرسوم عرضت على الخزانة الأمريكية عام 1940، وهي الفترة ذاتها التي هاجر فيها المستنيرون من أوروبا إلى الولايات المتحدة واستطاعوا التسلل إلى الأوساط الماسونية. وفي تلك الفترة، كان العديد من الماسونيين يشغلون مناصب حكومية رفيعة من بينهم نائب الرئيس، هنري والاس. ويرى العديد من الأكاديميين اليوم أن والاس مارس الضغوط آنذاك كي يَرِد ختم مجموعة المستنيرين على العملة الورقية. لكن أحدًا لا يعرف ما إذا كان والاس قد اتخذ هذا القرار بصفته مستنيرًا متخفيًا، أو أن القرار أوحي إليه، بشكل لا شعوري، بسبب تأثير هذه المنظمة فيه."

- حول الوصف السلبي للكنيسة الكاثوليكية:

"نعم، أعتقد أن الجدل واقع لا محال، رغم كون "ملائكة وشياطين" رواية إثارة فيها مطاردة وقصة حب. وإذا كانت تتسبب هذه الرواية اليوم ببعض من الإزعاج فلأنها تفتح ملفات خاصة بالفاتيكان يجهل معظم الناس وجودها".

إعلان فيلم "ملائكة وشياطين"

نشره على موقع يوتيوب MoviesHistory.