ليبيا

مهاجر من ساحل العاج عالق في طرابلس: "أنا في ورطة بسبب لون بشرتي"

 سيطرة المعارضين على طرابلس أضرت بأشخاص آخرين، مثل هذا المهاجر القادم من أفريقيا جنوب الصحراء الذي يعمل في ليبيا بصفة غير شرعية. لقد أخبرنا أن المعارضين يتعاملون بفظاظة مع السود ظنا أنهم من مرتزقة القذافي. وأوضح لنا أنه يلزم بيته منذ أسبوع. 

إعلان

 مركز إجلاء مهاجرين في مصراته، تحت رعاية المنظمة الدولية للهجرة (حقوق الصورة: المنظمة الدولية للهجرة).

 

 

 سيطرة المعارضين على طرابلس أضرت بأشخاص آخرين، مثل هذا المهاجر القادم من أفريقيا جنوب الصحراء الذي يعمل في ليبيا بصفة غير شرعية. لقد أخبرنا أن المعارضين يتعاملون بفظاظة مع السود ظنا أنهم من مرتزقة القذافي. وأوضح لنا أنه يلزم بيته منذ أسبوع.

 

في بداية المعارك في ليبيا جند معمر القذافي مرتزقة أفارقة لقمع الثورة. وهؤلاء الجنود غير النظاميين أتوا من نيجيريا وتشاد وموريتانيا يبلغ عددهم وفق تقديرات منظمة هيومن رايتس واتش في شباط/فبراير 30000 شخص وقد تقاضوا أجرا لأداء المهمات القذرة. وطوال فترة النزاع، تضاعف عدد شهادات الأفارقة القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء في ليبيا يدعون أنهم تعرضوا للتهديد والعنف على يد الثوار السابقين.

 

 

ومنذ أن وصل الثوار إلى طرابلس ساءت حالة المهاجرين الأفارقة في العاصمة. وفي 26 آب/أغسطس أعربت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن قلقها بشأن ما يتعرض له المهاجرون الذين مكثوا في ليبيا من تهديد وسوء معاملة. ولأن المعارضة تلاحق بلا كلل آخر الموالين للقذافي، فقد أصبح الأفارقة السود أكثر عرضة للخطر.

 

 

ويصعب على هؤلاء المهاجرين مغادرة البلد. أما السفينتان اللتان أرسلتهما المنظمة الدولية للهجرة لإجلاء المهاجرين من طرابلس فلم يكن عليهما إلا عدد قليل من المهاجرين الأفارقة. لكن كما يقول جان-فليب شوزي، الناطق باسم المنظمة الذي اتصلت به فرانس 24، إنهم أغلبية العمال المهاجرين المقيمين في ليبيا: "لقد دخلوا ليبيا بصفة غير شرعية وغير مقيدين في سجلات سفارات بلدانهم. في حين أننا نعمل ميدانيا مع السفارات لإجلاء أكبر عدد من الأجانب".

 

" كلما رأوا شخصا أسود انهالوا عليه بالضرب أمام تصفيقات النساء والأطفال"

 

 

ساكيا من ساحل العاج ويعيش في طرابلس منذ ثلاث سنوات. وقد دخل طرابلس بصفة غير شرعية ليجد عملا ويرسل المال إلى عائلته التي ظلت في بلده. إنه يعمل في شركة تصنيع مشروبات غازية.

 

 

منذ أن دخل المعارضون طرابلس وأنا قابع في بيتي مع صديقين. أحدهما من توغو والآخر من غانا. في هذا الحي نعرف غينيين وماليين وليبريين ونيجيريين يلزمون بيوتهم. ولأن سفاراتهنا لم تعد ترد علينا فنحن لا ندري ما نفعل ولا بمن نتصل.

 

 

منذ أربعة أيام ونحن لا نخرج من البيت إلا لشراء المواد الغذائية. فقد وضعت حواجز في كل مكان بالحي. والشباب مدججون بالسلاح وموجودون ليل نهار. وعندما نشعر بالهدوء في ساعات معينة من النهار نخرج لشراء بعض الأكل ثم نعود ركضا. البقاء في الشارع خطر علينا بسبب لون بشرتنا. فكلما رأى الشباب شخصا أسود ينهالون عليه بالشتائم والتعنيف أمام تصفيقات النساء والأطفال. أخو صديقي مثلا أخذوه في شاحنة منذ مدة غير بعيدة ولم نره بعدها. إنهم يحسبوننا من مرتزقة القذافي.

 

 

"يداهموننا في بيوتنا ليخربوا كل شيء ويضربوننا"

 

لم أخرج منذ ثلاثة أيام ولم يبق عندنا في البيت إلا خمس قطع حلوى لنتقاسمها. والمياه مقطوعة. لحسن الحظ، جيراننا قبلوا تزويدنا بمياه بئر الحي. إنهم ليبيون لكنهم مسنون. أعرف أنهم لن يفضحوا أمرنا، حتى أنهم أوصونا بالمكوث في البيت وعدم فتح الباب لأحد. وقد أخبرنا أصدقاء سينغاليون أن أشخاصا مجهولين دخلوا عليهم للتفتيش عن أسلحة. ثم ضربوهم ونهبوهم. ونحن لا نعلم إن كانوا من الثوار أو من "البلطجية". كلهم مسلحون وثيابهم تحمل الألوان الثلاثة [هيئة التحرير: ألوان علم الثورة]

 

"عندما يرحل "السيد" سترى..سنقتلكم جميعا"

 

منذ بداية عمليات القمع في ليبيا ونحن، أفارقة الشرق، نعاني من معاملات فظيعة ومن التهديد بالقتل. فقد تعرضت للاعتداء الجسدي أربع مرات على يد ليبيين كانوا يظنون أنني من رجال قذافي. عندما كنت أعمل في المصنع، بعض زملائي كانوا يقولون لي "عندما يرحل "السيد" سترى..سنقتلكم جميعا". فكلما كان الثوار يقتربون من طرابلس كنا نشعر بالرعب. ولقد مزقنا بطاقات إقامتنا وصورنا العائلية لإخفاء أي دليل مادي على بلداننا الأصلية. وقبل وصول الثوار، أكد لنا بعض الديبلوماسيين أنهم بصدد التفاوض مع المسؤولين في النظام من أجل إجلائنا. لكن المناقشات توقفت عند سقوط طرابلس.

 

سمعت أن سفينة أرسلتها المنظمة الدولية للهجرة قد رست في طرابلس لإنقاذ الأجانب. لكن عبور طرابلس للوصول إلى الميناء أمر غير ممكن لأننا لن نصل أحياء. لذلك على هذه المنظمة أن تجوب المدينة بالحافلة وتنادي بمكبرات الصوت لإبلاغ رسالتها.