"كنا على حافة وقوع مأساة مروعة''.. اشتعال محول كهربائي بالخليل بسبب "طلقات فرح"

تسببت رصاصة طائشة أطلقت في 14 آذار/ مارس من قبل أنصار حركة حماس الفلسطينية في انفجار كهربائي في أحد شوارع مدينة الخليل بالضفة الغربية. وكان عشرات المدنيين متجمعين في المكان قبيل إعلان نتائج انتخابات طلابية بجامعة الهندسة. صورة مراقبون فرانس24.
تسببت رصاصة طائشة أطلقت في 14 آذار/ مارس من قبل أنصار حركة حماس الفلسطينية في انفجار كهربائي في أحد شوارع مدينة الخليل بالضفة الغربية. وكان عشرات المدنيين متجمعين في المكان قبيل إعلان نتائج انتخابات طلابية بجامعة الهندسة. صورة مراقبون فرانس24. © مراقبون - فرانس 24

أظهرت مقاطع فيديو التقطت في 14 آذار/ مارس 2023 أنصارا مسحلين لحركة فتح الفلسطينية، يطلقون وابلا من الأعيرة النارية في الهواء بمدينة الخليل في الضفة الغربية. وكانوا بصدد الاحتفال بتحقيق المنظمة الطلابية للحركة الفوز بالانتخابات التي جرت في جامعة الهندسة بالمدينة. ولكن طلقات الفرح هذه، الرائجة خلال الاحتفالات في منطقة الشرق الأوسط، أدت إلى انفجار محول كهربائي وغضب كثير من سكان المنطقة على غرار مراقبنا.

إعلان

كادت الحفلة أن تتحول إلى مأساة عندما أطلق مقاتلون في حركة فتح وأنصارها المسلحون النار في محيط جامعة الهندسة بمدينة الخليل، حيث كانت تعقد انتخابات مجلس الجامعة. وأطلق الرصاص في الهواء أثناء وبعد الاقتراع.

يظهر مقطع فيديو نشر على تويتر في 23 آذار/ مارس 2023 لحظة اشتعال النار في المحول الكهربائي. ونرى كابلا يشتعل قبل أن يسقط على الشارع، حيث كان مدنيون متجمعين.

 

وقبل أن يؤدي إطلاق النار في الهواء إلى انفجار المحول، حاول مدنيون قطع الاحتفالات، وطلبوا من كل شخص مسلح الانسحاب من المكان.

وفي مقطع فيديو آخر، نسمع شخصا يقول من خلال الميكروفون "نرجو من كل الأشخاص المسلحين مغادرة مكان التجمع بشكل فوري". ونرى في هذا المقطع أيضا أشخاص يرتدون عقالات صفراء [فريق التحرير: اللون المميز لحركة فتح] ينسحبون من المكان وهم يطلقون النار في الهواء.

 

إطلاق النار في الهواء، أو ما يطلق عليها "طلقات الفرح" هي ظاهرة خطيرة ولكنها رائجة في كل دول الشرق الأوسط، لكنها تسببت في غضب كثير من سكان المنطقة. حيث يقول مراقبنا عيسى عمرو، الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان في الخليل:

خلال بضع ثواني، سقط كابل كهربائي على مبان سكنية وعدة سيارات رابضة في الشارع، دون سقوط أي ضحايا أو حصول حرائق. كان هناك الكثيرة من طلقات النار. كدنا نعيش مأساة مروعة. إنه من الخطير جدا إطلاق النار وسط تجمعات سكنية كثيفة، مثلما هو عليه الحال في الخليل. المسؤولون عن هذا الحدث هم مجموعات مسلحة خارجة عن القانون ومقربة من حركة فتح وقائد المخابرات الفلسطينية محمد فرج.

وبعيدا عن غايات احتفالية، أطلق هؤلاء الأشخاص النار لأنهم يريدون ترويع الطلاب من الأطراف المنافسة، وتحصيل قدر ما من الشرعية التي فقدوها بعد إلغاء إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في 2021، وذلك بقرار من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس [فريق التحرير: المنتمي هو الآخر لحركة فتح].

وأسفرت نتائج الانتخابات التي تم الإعلان عنها بعد الظهر، عن تصدر كتلة الطلاب الموالين لحركة فتح، مع حصولهم على أكبر عدد المقاعد (21 من أصل 41) في مجلس الطلبة. فيما حصلت كتلة الطلبة المدعومة من حركة حماس على 19 مقعدا، فيما اكتفت الكتلة التي تعتبر يسارية بالحصول على مقعد واحد.

ويظهر مقطع فيديو ثالث اللحظات التي تلت انفجار المحول الكهربائي في مدينة الخليل. ونرى في الصور أنصار مسلحين من حركة فتح يبتعدون عن ألسنة اللهب.