إيران: طلبة المدارس الثانوية يلتحقون بالمظاهرات المناهضة للنظام

تلاميذ معاهد ثانوية في إيران يمزقون صورة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. صورة مراقبون.
تلاميذ معاهد ثانوية في إيران يمزقون صورة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. صورة مراقبون. © Observateurs

شقت موجة الاحتجاجات التي تهز إيران منذ بضعة أسابيع طريقها إلى المعاهد الثانوية مع عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر. وتظهر مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تلاميذ مدارس ثانوية يتظاهرون ومن بينهم عدة فتيات مراهقات. وبدأت الفتيات الظاهرات في الصور بترديد شعارات من خلال ضرب الرصيف ورفع حجابهن في ساحات الاستراحة. وهي حركة ينظر إليها بعين الريبة حسب الأعراف الاجتماعية والتي تعمل قوات الأمن بقوة على إخماد صوتها.

إعلان

كانت الفتيات المراهقات يرددن: "الموت للدكتاتور" أو "نساء حياة حرية"، كل تلك الفتيات من المراهقات والشابات في الصفوف الأولى في المظاهرات التي ما زالت متواصلة في إيران منذ يوم 16 أيلول/ سبتمبر الماضي. وفيما تبدأ العودة الدرسية في إيران في 2 تشرين الأول/أكتوبر، اتسعت رقعة الاحتجاجات المناهضة للنظام لتشمل المدارس الثانوية في كل أنحاء البلاد.

وفي 3 تشرين الأول/أكتوبر، في مدينة قريبة من العاصمة طهران، ألقى مسؤول في وزارة التربية خطابا في أحد المدارس الثانوية، أكد فيه على أهمية ارتداء الحجاب الإسلامي. ولكن مجموعة من الفتيات قمن بالردة عليه قائلات: "العار لك" ثم قمن برمي مقذوفات عليه قبل أن يقمن بملاحقته في أنحاء المدرسة.

وتكرر نفس المشهد في مؤسسة تعليمية أخرى في وسط البلاد، حيث تحادث ممثل لقوات "الباسيج" وهي ذراع شبه عسكري للحرس الثوري في الجمهورية الإسلامية مع مجموعة من تلميذات المدارس الثانوية. وكانت تلك الفتيات قد رفعن أغطية رؤوسهن في أيديهن وصرخن في وجهه بالذهاب إلى مكان آخر.

“Allez voir ailleurs, Basij !”, crie une lycéenne au représentant des forces du Basij, venu donner un discours le 4 octobre dans un lycée dans le centre de l’Iran.

وسرعان ما اتسعت رقعة المظاهرات بعد وفاة الشابة مهسا أميني وهي قيد الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق، ورفعت خلال الاحتجاجات شعارات أوسع نطاقا وكانى مرفقة بمشاعر مناهضة للنظام. وفي مدرسة في محافظة رزافي خراسان، داس تلاميذ مدرسة ثانوية على صور لآية الله علي خامئني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية. فيما قام آخرون بتمزيق صوره أو وجهوا له الشتائم بأصابعهم في صوره الموضوعة في قاعات الدروس. فيما ردد آخرون شعار "الموت للدكتاتور" في ساحة مدرستهم الثانوية.

في أحد المعاهد الثانوية شمال شرق إيران، قام تلاميذ معاهد ثانوية بالدوس على صور آية الله علي خامنئي وداسوا أيضا على صور أسلافه، 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2022
تلاميذ معاهد ثانوية يرددون شعار "الموت للدكتاتور" في 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2022
تلاميذ مدارس ثانوية أثناء مظاهرة في شوارع مدينة تقع بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران في 4 تشرين الأول/أكتوبر 2022
تلاميذ مدارس ثانوية يصرخون "سأقتل أي شخص يقتل أختي" أثناء مظاهرة في شوارع مدينة تقع بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران في 4 تشرين الأول/أكتوبر 2022
تلميذات مدارس ثانوية يصرخون يرفعن أغطية رؤوسهن في الهواء أثناء احتجاجهم في مدينة تقع بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران في 4 تشرين الأول/أكتوبر 2022

في المقابل، فإن "هذه الأفعال التي ينظر لها بعين الريبة" قد تكون لها تداعيات وخيمة. إذ تقوم قوات الأمن الإيرانية ومنها بالخصوص قوات "الباسيج" الشرسة بقمع عنيف للمظاهرات باستخدام الأعيرة النارية وعبوات الغاز المسيلة للدموع والعصي. ويتم استهداف النساء والفتيات على نحو خاص.

حتى أن حملة القمع الأمني أسقطت ضحايا من المراهقين الذين التحقوا بالحركة الاحتجاجية حيث اختفى نيكا شاه كرامي الذي يبلغ 16 عاما في ليلة 20 أيلول/ سبتمبر الماضي بعد أن شارك في مظاهرة في العاصمة طهران. وحسب قناة بي بي سي بيرسان الناطقة بالفارسية، فقد تم العثور عليه بعد بضعة أيام ولكن جثة هامدة. وأكد نفس المصدر أن السلطات حاولت دفنه بطريقة سرية سعيا منها لعدم تسبب وفاته في تأجيج المظاهرات.

وقتل ما لا يقل عن 154 شخصا منذ بداية الحركة الاحتجاجية في إيران حسب أرقام منظمة إيران هيومن رايتس Iran Human Rights غير الحكومية.