إيران: "الشرطة تعمدت إصابة الناس في الرأس" خلال مظاهرات إصفهان

بعد مرور أسبوع من المظاهرات السلمية، تعرضت الحركة الاحتجاجية للمزارعين في ظل موجة الجفاف التي تمر بها مدينة إصفهان لقمع شديد في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر. حيث فقد عشرات المتظاهرين إحدى عينيهم حيث تدعم صور وشهادات بينها شهادة مراقبتنا فكرة أن قوات الأمن تعمدت إطلاق النار على الرؤوس خلال قمع المظاهرات.

تدعم صور وشهادات بينها شهادة مراقبتنا فكرة أن قوات الأمن تعمدت إصابة الناس في الرأس خلال قمع المظاهرات التي عرفتها مدينة إصفهان في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر.
تدعم صور وشهادات بينها شهادة مراقبتنا فكرة أن قوات الأمن تعمدت إصابة الناس في الرأس خلال قمع المظاهرات التي عرفتها مدينة إصفهان في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر. © .
إعلان

بدأت الحركة الاحتجاجية في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عندما نصب المزارعون خياما في مجرى نهر زاينده رود الجاف في مدينة إصفهان ثالث أكبر مدن إيران والتي يقطنها أكثر من مليوني نسمة. ويلوم المزارعون السلطات على تحويل وجهة المياه لتزويد محافظة يزد المجاورة ويوجهون لها انتقادات سبب استخدام المعامل الصناعية لفنس هذه المياه ما يساهم أيضا في تقليص منسوب المياه في النهر. كما يطالب المزارعون بإطلاق المياه العالقة في السدود المحيطة بالمنطقة.

خلال ما يقرب من أسبوعين، تم التسامح مع المظاهرة حتى أن التلفزيون الإيراني العمومي استجوب المشاركين فيها. ولكن في الليلة الفاصلة بين 25 و26 تشرين الثاني/ نوفمبر، تدخلت قوات الأمن بقوة وعنف وأضرموا النار في الخيام. وفي صباح اليوم الموالي، هاجم أفراد شرطة مكافحة الشغب وقوات "باسيدجيس" وهي مليشيا تابعة لحرس الثورة الإيراني، المتظاهرين. وقاموا بضربهم بالعصي وإلقاء العبوات المسيلة للدموع وبنادق الخراطيش.

Des forces de sécurité tirent sur des manifestants regroupés dans le lit asséché de la rivière Zayanderud, à Ispahan, le 26 novembre.
Vidéo filmée le 26 novembre à Ispahan, montre des fores de sécurité utiliser des fusils à pompe

ويمكن استخدام بنادق الخراطيش لإلقاء عبوات غير قاتلة ولكن في صورة استخدامها من مكان قريب جدا من الهدف يمكن أن تتسبب في إصابات أو حتى حالات وفاة. وفي إصفهان، تم إلقاء عبوات "شرابنل" من هذا السلاح واستهدفت الوجه مباشرة ما أدى إلى إصابة مئات الأشخاص بينهم أشخاص فقأت إحدى عينيهم. كما لم يتعد عمر بعض الضحايا ثمانية عشر عاما.

Un jeune homme de 15 ans a perdu ses deux yeux après avoir reçu des tirs de fusil à pompe. Photo publiée par un activiste des droits de l’Homme.
Un jeune homme de 15 ans a perdu ses deux yeux après avoir reçu des tirs de fusil à pompe. Photo publiée par un activiste des droits de l’Homme. © .

شاب لم يتجاوز عمره خمسة عاما فقد عينيه الاثنتين بعد تلقيه نيران أطلقت من بنادق خراطيش. صورة نشرت من قبل أحد نشطاء حقوق الإنسان.

"لقد تعمدوا إطلاق النار على الرؤوس"

داريا (اسم مستعار) هي طبيبة في إصفهان وكان في اتصال مع عدد كبير من الأشخاص المصابين:

يمكن لي أن أؤكد لكم أن كل الإصابات التي عاينتها كانت في الجزء العلوي من الجسد ومعظمها كانت الرأس. وبالتالي كان هناك الكثير من الإصابات في العين وأصيب عدد من الأشخاص بالعمى. هذا ما يحدث عندما نعطي أوامر لقوات الأمن باستخدام أسلحة غير قاتلة لوضح حد لمظاهرة في يوم واحد وعندما نعطي الضوء الأخضر لفعل ما تشاء حسب رأيي"

 

Photos de manifestants touchés aux yeux par des tirs de shrapnels, le 26 novembre à Isaphan (Iran).
Photos de manifestants touchés aux yeux par des tirs de shrapnels, le 26 novembre à Isaphan (Iran). © Observers

صور لمتظاهرين أصيبوا في أعينهم بسب إطلاق خراطيش "شرابنريل" في مدينة إصفهان، إيران 26 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وصرح نورد الدين سلطانيان المتحدث الرسمي باسم مستشفيات إصفهان في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر لـ"قارس نيوز" وهي وسيلة إعلام مقربة من حرس الثورة الإيراني: "أصيب أربعين شخصا بإصابات في الأعين حسب الحالات التي سجلت في المستشفيات بينهم 21 تم إيوائهم المستشفى اثنان منهما في قسم العناية المركزة".

"يتفادى معظم المصابين التوجه إلى المستشفى حتى لا يتعرضوا للإيقاف"

ولكن مراقبتنا داريا تردف موضحة:

لا نمكن أدنى فكرة عن الحدد الحقيقي للأشخاص المصابين أو الذي فقدوا أعينهم ولكن الشيء الوحيد الذي أنا متأكدة منه هو أن العدد الحقيقي للضحايا أعلى من ذلك الرقم بكثير.

ومنذ 26 تشرين الثاني/ نوفمبر، اتصل بي العشرات من الأشخاص بغية العثور على طبيب أو جراح لكي يتمكنوا من نزع الشظايا التي علقت في أجسادهم وذلك دون تسجيل أسماءهم. إذ أن معظم المصابين يتفادون التوجه إلى المستشفى حتى لا يتعرضوا للإيقاف.

في صورة ما لم تكن الإصابات عميقة جدا أو في منطقة من الجسد لا تمثل خطرا يمكن أن نعالج الأمر في البيت ولكن الأمر يبقى معقدا يتولى الأطباء في المستشفى الأمر ولكن مع تسجيل التدخل الطبي على المرضى لأسباب أخرى.  ولم ينقل إلى المستشفيات سوى الأشخاص الذين أصيبوا بجروح خطيرة أو من خافوا من مضاعفات إصابتهم.

Publication Instagram d’un médecin d'Ispahan, qui parle de “crime” en évoquant les tirs aux yeux subis par les manifestants.
Publication Instagram d’un médecin d'Ispahan, qui parle de “crime” en évoquant les tirs aux yeux subis par les manifestants. © Observers

منشور على تطبيق إنستاغرام لطبيب من إصفهان، ويتحدث عن "جريمة" عبر إطلاق خراطيش على أعين المشاركين في المظاهرات.

تؤكد شهادات عدد كبير من الأطباء ملاحظات من تواصلت معهم. لقد تم نشر صور كثيرة التقطها أطباء أو عائلات الضحايا على وسائل التواصل الاجتماعي وتظهر بوضوح أن الضحايا تعرضوا لإصابات في الأعين.

وأدت أعمال العنف هذه إلى موجة مساندة على الإنترنت من قبل الإيرانيين الذي نشروا على تويتر وخصوصا إنستاغرام صورا لأنفسهم وهم يغطون إحدى عينيهم.

Diverses photos publiées par des Iraniens en soutien aux victimes d’Ispahan.
Diverses photos publiées par des Iraniens en soutien aux victimes d’Ispahan. © .

صورة مختلفة نشر إيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن دعمهم لضحايا مظاهرات إصفهان.

وتواصل داريا قائلة:

يمكن أن يكون نقص تدريب قوات الأمن عاملا يوضح هذا الوضع لكن نسبة الإصابات في الرأس كانت مرتفعة جدا إلى درجة أنني مقتنعة أن قوات الأمن تعمدت إصابة الناس في رؤوسهم. وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها أمر مماثل.

فمنذ عشران السنين، تظاهر مزارعو مدينة إصفهان لنفس الأسباب وهي نقل مياه النهر إلى مدينة أخرى. وتعرضوا حينها للقمع بنفس الطريقة وكانت الإصابات مشابهة لتلك التي رأيناها في المظاهرات الأخيرة.

حسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وأطباء، توجه أفراد قوات الأمن إلى المستشفيات لإيقاف المتظاهرين المصابين. وفي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، تم إيقاف ما لا يقل عن 214 متظاهرا، بينهم ثلاثة عشر من القصر حسب مركز الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران. فيما تحدثت الشرطة الإيرانية عن إيقاف 167 شخصا.

وتخلص مراقبتنا إلى ما يلي:

رغم أن السبب الرئيسي للمظاهرة هو المطالبة بالحق في الحصول على الماء، فإن الرد العنيف للسلطات مرده تغيير الشعارات التي تقديمها على أنها موجهة مباشرة ضد المرشد الأعلى للثورة. الناس يشعرون الآن بإهانة كبيرة.

 

Sur cette vidéo, on entend des manifestants chanter : “Cette armée est venue pour combattre le Guide Suprême”

في هذا المقطع المصور، نسمع متظاهرين ينشدون: هذا السلاح جاء لمحاربة المرشد الأعلى للثورة"

يقدريوسف تاباطاي، ممثل علي خامني في إصفهان بصفته إمام صلاة الجمعة، خلالها خطبة ألقاها أن المتظاهرين كانوا يستحقون رد فعل قويا.

وفي السنوات الأخيرة، تواترت بانتظام المظاهرات ضد تحويل مسار مياه نهر زاينده رود في الوقت الذي أصبح فيه جريان مياه النهر، الضرورية لحياة المدينة منذ قرون، أمرا موسميا فما يبقى جافا طيلة فترة طويلة من السنة.