قتل نمرين عربيين في اليمن... المهمة المستحيلة لحماية الحيوانات المهددة في بلد يعيش حربا
نشرت في: آخر تحديث:
أحدثت صور تظهر نمرين عربيين مقتولين تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي منذ يوم 2 تموز/ يوليو صدمة بين المدافعين عن البيئة وحقوق الحيوان في اليمن. ولكن في بلد يئن تحت وطأة الحرب، فإن ملاحقة تجار وصيادي الكائنات المحمية على غرار هذا الحيوان، يبدو الأمر أشبه بالمستحيل.
تظهر هذه الصور التي تداولها المدافعون عن حقوق الحيوانات رجلا مع طفل يلتقط صورة إلى جانب نمرين ميتين.
تظهر الصور الرجل الذي قتل النمرين في منطقة لودر في جنوب اليمن وهي متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ 2 تموز/ يوليو. صورة واي. تيغرز.
صورة تظهر حشدا من الناس تجمعوا حول النمرين الميتين في منطقة لودر في جنوب اليمن يوم 2 تموز/ يوليو 2021. صورة واي. تيغرز.
ويعد النمر العربي من الكائنات المهددة بالانقراض وهي محمية بموجب القانون اليمني. ويعيش في مناطق نائية ووعرة في أعالي الجبال مثل تلك الموجودة في جنوب اليمن بالخصوص. ولم يعد يوجد منها سوى نحو مئة حيوان في كامل أرجاء شبه الجزيرة العربية. ويصنف الحيوان على أنه "مهدد بشدة بالانقراض" حسب اتفاقية التجارة الدولية للثروة النباتية والحيوانات البرية المهددة بالانقراض.
وبعد إخطارها من قبل السكان، فتحت وكالة حماية البيئة تحقيقا للعثور على مرتكب هذا الفعل.
"لا يمكننا القيام بكثير من الأمور في الوقت الراهن بسبب الحرب"
تم قتل النمرين في 2 تموز/ يوليو في محافظة أبين في مدينة لودر وهي منطقة جبلية. تمكنا من التعرف على الرجل الذي قتلهما. إنه راع من المنطقة وقام بقتلهما باستخدام بندقية. وبرر فعلته هذه بالقول بأن هذه الفهود هاجمت أغنامه مرات عدة وأنه كان خائفا على أطفاله منها.
لا يمكن لي أن أقبل مثل هذه التبريرات. من النادر أن تقوم الفهود بالهجوم كما أن جلدها يباع في الأسواق. في كل الأحوال، لقد قمنا بتجنيد فريق سيذهب إلى عين المكان في لودر لجمع الأدلة والشهادات حتى تتم معاقبة مرتكب هذا الفعل مع المتورطين المحتملين في الجريمة معه.
من سوء الحظ، فإن ذلك يتطلب بعض الوقت لأن الوضع الأمني غير مستقر أبدا في هذه المنطقة. لا يمكننا القيام بكثير من الأمور في الوقت الراهن بما أن، وبالنسبة إلى السلطات المحلية، الدفاع عن الحيوانات ليس أولوية في الوقت الحاضر نظرا إلى الفوضى الأمنية التي تسود هذه المنطقة.
وبما أن البلاد تعيش أصلا على وقع حرب أهلية منذ سنة 2015 بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها من قبل المجتمع الدولي وجماعة الحوثي ذات الانتماء الشيعي، فإن اليمن يعود مسرح صراع ثان يهز بالأساس مناطق جنوب البلاد وهي التي تعد أكبر مواطن الفهود العربية في اليمن. ومنذ عدة أسابيع، تعيش منطقة لودر في محافظة أبين على وقع معارك عنيفة بين قوات الحكومة اليمنية وبين حركة انفصالية تدعى "المجلس الانتقالي في الجنوب". كما أن مقاتلي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (أي كي بي أي) حاضرون أيضا في أبين وقاموا بتنفيذ هجمات ضد عدد كبير من القبائل المحلية.
ويأمل عبد السلام الجعابي أن يتم المصادقة ولو على قانون واحد أكثر حزما لحماية الحيوانات بالرغم من أن عملية تطبيقه على أرض الواقع تبقى مهمة صعبة في بلد يعيش حربا:
أعتقد القانون المتعلق بحماية الحيوانات بقي حبرا على ورق. إذ ينص قرار وزاري يعود تاريخ اتخاذه إلى سنة 2014، المتعلق بحماية البيئة، على معاقبة كل شخص يقتل حيوانا مهددا بالانقراض بغرامة مالية قدرها ستون دولارا أمريكيا (خمسون يورو). إنه مبلغ يعد قليلا جدا. يجب تشديد العقوبات وفرض غرامات أكثر قيمة أملا في معاقبة كل من يقوم بمثل هذه الأفعال.
وتعد محافظة الدالي المجاورة أكبر موطن لهذا الحيوان في البلاد لأنها لا تحتوي على عدد كبير من السكان أو الأنشطة البشرية في المنطقة.
ومنذ سنة 2014، قمنا بتوثيق عشر حالات قتل فهود في اليمن وحالتي إمساك بفهود. ولم يتم العثور عن المسؤولين عنها ولو مرة واحدة.
وحسب آخر التقديرات الرسمية، يوجد نحو مئتي نمر في شبه الجزيرة العربية. ولكنني أعتقد أن عددهم أكبر من ذلك اليوم لأن التحقيق أجري قبل عدة أعوام.
يعتبر النمر العربي حيوانا ليليا. إذ يخرج كل ليلة. لهذا السبب يبقى من الصعب جدا رؤيته عندما يكون في الطبيعة. لقد حصلنا مؤخرا على مقطع فيديو نادر لهذا الحيوان نراه من خلاله في وضح النهار.
وفي شهر نيسان/ أبريل، أثار مقطع فيديو يظهر عملية القبض على أنثى فهد في منطقة لودر حالة من الاستنكار وسط المدافعين عن البيئة في اليمن. ويظهر مقطع فيديو أنثى النمر وهي محبوسة في قفص ومن ثم مربوطة في جذع شجرة.
يظهر هذا المقطع المصور الذي نشر في 3 نيسان/ أبريل أنثى نمر محبوسة في فقص على يد مزارعين في منطقة لودر.
تم ربط أنثى النمر نفسها في جذع شجرة ليتم نقلها فيما بعد، وهو ما يظهره الفيديو الموجود أعلاه نشر على الإنترنت في 4 نيسان/ أبريل
وكانت وكالة حماية البيئة وضحت في بيان نشر في تلك الفترة أنها أرسلت مبعوثين لمطالبة المزارع الذي قبض على أنثى النمر بإطلاق سراحها لكن هذا الأخير رفض ذلك. وهو ما جعل الوكالة تطلب من قوات الأمن التدخل دون أن تنجح بدورها.
وحسب منظمة "حلم أخضر" غير الحكومية، فقد تم قتل ثمانية عشر نمرا ما بين عامي 2015 و2018.