حقيقة أم فبركة: فيديو يتهم الشرطة الإيرانية بقتل مدنيين بعد الانتخابات
نشرت في: آخر تحديث:
في 21 حزيران/يونيو انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران يؤكد أن السلطة الإيرانية عادت لقمع المتظاهرين، لكن هذا الفيديو لا يتعلق بالأساليب المعتادة التي تسخدمها قوات مكافحة الشغب الإيرانية بل بحادثة مؤسفة. في هذا العدد من حقيقة أم فبركة يفسر الصحافيان فاطمة بن حمد وإرشاد عليجاني كيف تحققنا من الفيديو بفضل الأدلة المرئية.
انتخب الإيرانيون رئيسا للجمهورية هو المحافظ إبراهيم رئيسي في 19 حزيران/يونيو. وبعد يومين من إعلان النتائج انتشر فيديو يؤكد إعتداء الشرطة على متظاهرين في مدينة ياسوج جنوب غرب إيران وعاصمة محافظة كهكیلویه وبویر أحمد.
منذ 18 حزيران/يونيو تشهد ياسوج مشاجرات متكررة بين مناصري مرشحين للانتخابات البلدية فيما بينهم ومواجهات مع القوات الأمنية الإيرانية. هناك فيديوهات توثق بالفعل هذه المواجهات وتظهر الشرطة بصدد ضرب ومهاجمة المتظاهرين.
"یک حکومت اشغالگر میتواند بر روی شهروندان کشور آتش بگشاید و آنها را به خاطر اعتراض بکشد."
— Tavaana (@Tavaana) June 22, 2021
-مخاطبان #از_یاسوج_بگو #No2IR pic.twitter.com/YWxcajf1YB
بحسب المقاطع المتناقلة على شبكات التواصل الاجتماعي نرى قوات الأمن وهي تدفع بعنف وتضرب المتظاهرين. لكن هناك مقطع بالتحديد جذب الاهتمام منذ 21 حزيران/يونيو إذ نرى فيه ثلاثة جثث مطروحة أرضا بينما يحاول الناس إنقاذها بالقيام بإنعاش قلبي رئوي.
{{ scope.legend }}
© {{ scope.credits }}
نُشر هذا الفيديو يصاحبه هذا التعليق: "السلطة تبدأ المجزرة بعد الانتخابات" فيما يقول الوسم بالفارسية "از یاسوج بگو" مايعني "تحدث عن ياسوج".
بالرغم من أن العنف البوليسي لقمع المظاهرات شائع في إيران وتحدثت عنه قناة فرانس24 في تقارير وتحقيقات مختلفة، فإن هذا الفيديو لا يتعلق بأساليب قوات مكافحة الشغب الإيرانية.
تقرؤون على موقع مراقبون>> إيران: مجزرة خلف الأبواب المغلقة
مالذي تظهره هذه الصور؟
أولا نرى ثلاثة جثث على الأرض لكن لا تحمل ولا واحدة منها آثار اعتداء ولا آثار دم من المفترض أن تظهر في حال الإصابة بالرصاص.
من جهة أخرى لا نسمع صوت طلقات ولا شعارات مناهضة للسلطة بل بكاء الناس حول الجثث ونداء الإغاثة. كذلك لا يلبس الشبان أحذية مما يدلنا على أنهم كانوا بالداخل ونقلوا للخارج سواء بعد موتهم أو بعد فقدهم للوعي.
ماهي الأدلة في الفيديو؟
{{ scope.legend }}
© {{ scope.credits }}
جميع الضحايا حفاة الأقدام. عندما ندقق النظر نلاحظ لوحة تعريف على دراجة نارية تحمل رقم "562" بالأرقام الهندية، وهي لوحة تعريف من محافظة خوزستان وليست من كهكيلويه وبوير أحمد كما تزعم المنشورات.
دليل آخر في المقطع تقدمه الساعة على معصم أحد الرجال الذين يسعفون الضحايا، وتشير إلى الساعة 11:45.
عندما نبحث بالفارسية عن وفاة ثلاثة شبان في محافظة خوزستان على محرك البحث غوغل نجد تقارير عن موت ثلاثة شبان تسمما بالغاز في بيت بقرية باغملک.
حسب خدمات الطوارئ الطبية فقد أبلغهم السكان عن الحادثة حوالي الساعة العاشرة والنصف ما يوافق التوقيت الذي نراه في المقطع.
في 21 حزيران/يونيو أكدت شرطة ياسوج في بيان أن الفيديو لم يلتقط في ياسوج وأن الحادث وقع في باغملک.
مالذي يحدث في ياسوج؟
اتصلنا بنيكي محجوب وهي صحافية مستقرة بلندن وتشتغل بالقناة الناطقة بالفارسية "إيران إنترناشيونال"، وقد تابعت المظاهرات بياسوج عن قرب. بحسبها فقد اندلعت المظاهرات بياسوج عندما ندد بعض سكان المدينة بتزوير الانتخابات. وقد نفت السلطات المحلية هذه الاتهامات دون النجاح في إقناع السكان.
حسب وكيل النيابة المحلي فقت ألقي القبض على أكثر من مئة شخص وانقطعت شبكة الإنترنت منذ ذلك الحين، لكن باستطاعتنا سماع طلقات نارية في الفيديوهات التي تسربت بالرغم من ذلك. ليس هناك وفيات إلى حد الآن وليس لدينا معلومات عن المصابين.
يجب ألا ننسى أن قمع المظاهرات في إيران يتم عادة بعنف شديد كما شهدنا في كانون الأول/ديسمبر 2019 إذ قتل 1500 شخص خلال المظاهرات".
Additional footage of security forces’ repression of protesters in Yasuj who demonstrated against elections held last Friday.
— Tavaana (@Tavaana) June 21, 2021
Much footage is being shared with the accompanying hashtag #از_یاسوج_بگو (talk about Yasuj)#IranProtests #No2IR pic.twitter.com/z2ogG99n0I
حسب الإعلام المحلي فإن المظاهرات لا تزال مستمرة في ياسوج ولا تزال شبكة الإنترنت مقطوعة حتى 23 حزيران/يونيو.