انقطاع الكهرباء المتكرر يحدث اضطرابا في عمل المستشفيات ومدن الملاهي ويصعب من ظروف عيش الإيرانيين
نشرت في: آخر تحديث:
في ظل معاناة الإيرانيين من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي منذ بداية أيار/مايو، تعطلت المصاعد وبقيت مؤسسات وموظفوها في الظلام وتوقفت تجهيزات المستشفيات عن العمل بشكل مفاجئ. وفي الوقت الذي تحاول فيه شركة تزويد الكهرباء التابعة للدولة برمجة مواعيد انقطاع الكهرباء لتنظيم الاستجابة للطلب على الطاقة، يتحدث مراقبونا عن حياة يومية معطلة على نحو بالغ في ظل هذا الوضع.
على وسائل التواصل الاجتماعي، يشير الإيرانيون بشكل يومي إلى انقطاع طويل للكهرباء منذ بداية شهر أيار/مايو ما تسبب في تداعيات خطيرة بعض الأحيان.
ونشرت شركة التصرف في الشبكات الإيرانية (إي جي إم سي)، المسؤولة عن تزويد التيار الكهربائي في البلاد جدولا زمنيا للانقطاع في كل أنحاء إيران وذلك بسبب الإنتاج غير الكافي من الطاقة حسب الشركة.
وفي حين يحاول الإيرانيون التأقلم مع هذا الوضع، يبقى سبب انقطاع الكهرباء غامضا. وفي 23 أيار/مايو، تحدثت السلطات عن عدة أسباب محتملة على غرار الاستهلاك المرتفع للطاقة من قبل مزارع عملة "بيتكوين" الرقمية والاحتباس الحراري -إذ تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تزايد استهلاك المكيفات للطاقة أو نقص الأمطار ما يجعل إمدادات السدود التي تنتج الطاقة الكهرومائية تتراجع.
وبالنسبة إلى خبراء مستقلين، فإن المشكل يكمن بالأساس في بنية تحتية كهربائية متهالكة وغير قادرة على الاستجابة للطلب المتزايد للشعب الإيراني.
وحاولت شركة (إي جي إم سي) الإجابة على المخاوف من خلال إطلاق تطبيق على الهاتف وموقع إنترنت لإعلام السكان بموعد انقطاع التيار الكهربائي في أحيائهم. ولكن حسب مراقبينا في إيران، نادرا مع يحدث الانقطاع في الكهرباء في الوقت المحدد.
في هذا المقطع المصور الذي التقط يوم 23 أيار/مايو في مدينة بوشهر الإيرانية، يوضح عامل في مصلحة الإسعاف في مستشفى الخليج الفارسي أن انقطاع التيار الكهربائي عطل أنظمة تبريد غرفة الموتى: "وصلت درجة حرارة الثلاجات إلى نحو 45 درجة مئوية. حتى أن الجثة تعفنت في غضون ثلاثة أيام ولم يعد بالإمكان وضعها في التابوت.
"المرضى الذين يحتاجون للتهوية أو أدوات طبية أخرى يمكن أن يموتوا بكل بساطة"
ناهد (اسم مستعار) هو طبيب في شمال شرق إيران. ويؤثر انقطاع الكهرباء بشكل مباشر على العاملين في القطاع الصحي والمرضى الذي يعانون أصلا من جائحة فيروس كورونا:
المشكل الرئيسي في المستشفى الذي أعمل به هو أنه تحول إلى فرن خلال فترة انقطاع الكهرباء. نظام التهوية تعطل ما يعني أن فيروس كورونا سيكون أكثر قدرة على الانتشار في الهواء.
لم يعد باستطاعتنا استخدام أدوات التحليل الطبي أو أجهزة أشعة إكس لفحص المشاكل الصحية. كما لم نعد قادرين على استخدام حواسيبنا لدخول بطافات الضمان الاجتماعي التابعة لمرضانا وبالتالي إصدار الوصفات الطبية. لقد خسرنا عددا كبير من جرعات لقاح فيروس كورونا بعد ساعات من غياب التبريد.
زیر دستگاه فیزیوتراپی بودم که برق قطع شد
— Vahid Rajabloo (@vrajabloo) May 23, 2021
فرایند فیزیوتراپی ناقص انجام شد عضله دست و گردنم اسپاسم شدید شده
۲ ساعت برق قطع بود تنها کاری که میشد انجام بدم مسکن بخورم و کیسه آب گرم استفاده کنم
مرسی از مسئولین که باید قطعی برقشونم تحمل کنیم pic.twitter.com/yoDnEurTF4Dans un tweet publié le 23 mai, Vahid Rajabloo, un militant des droits des personnes handicapées, a déclaré, radio à l’appui : “J'utilisais un appareil de physiothérapie lorsque soudainement le courant a été coupé pendant deux heures. J'ai eu de graves spasmes musculaires au bras et au cou”. في هذا التغريدة على تويتر في 23 أيار/مايو، صرح وحيد راجابلو، ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عن الوضع ناشرا صورة طبية: "كنت تحت آلة للعلاج الطبيعي الطبي عندما انقطع التيار الكهرباء بشكل مفاجئ واستمر ذلك لساعتين. لقد عانيت من آلاف حادة في عضلات الذراع والعنق.
وتملك المستشفيات الرئيسية في طهران مولدات كهربائية لحالا الطوارئ تستخدم لتزويد التجهيزات الأساسية، ولكن لا تعمل بعض الأحيان في ظل العدد الكبير من حالات انقطاع التيار الكهربائي، أو أنها تشتغل بعد بضع دقائق من التأخير وهو ما يمكن أن يتسبب في كارثة. حياة المرضى الموجودين في وحدات العناية المركزة مرتبطة بالتهوية وبتجهيزات طبية أخرى ومن الممكن أن يموتوا ببساطة. وفي منتصف أيار/مايو، كان لدينا مريضان مسنان تحت العناية المركزة على وشك الموت بسبب نقص تكييف الهواء وتعطل التجهيزات الطبية.
كما يمكن أن يكون الوضع مماثلا في غرفة العمليات في مستشفى أصفهان قبل بعضة أيام. فعندما انقطع التيار الكهربائي هناك، لم يشتغل المولد الكهربائي في هذا القسم. وهو ما اضطر الجراحين إلى مواصلة عملهم باستخدام مصابيح هواتفهم النقالة لإنهاء العملية".
في مستشفى مدينة أصفهان، واصل الجراحون إجراء العملية على ضوء مصابيح هواتفهم النقالة بعد عطب في التيار الكهربائي. صورة نشرة يوم 23 أيار/مايو عبر تطبيق تيليغرام تناقلتها وسائل إعلام إيرانية فيما بعد.
الأشخاص المصابون بفيروس كورونا من المتواجدين في حجر صحي في بيوتهم لا يملكون مولدات كهربائية ويستخدمون مراوح صغيرة. هؤلاء الناس بحاجة إلى كهرباء دون انقطاع حتى لا يموتوا.
مهساسادات آقایی دوست، دختر نوجوانی که به گواه والدینش به دلیل قصور شهرداری فردیس حدود ۲ سال به زندگی نباتی مبتلا شده ، این روزها با وجود قطع گاه و بیگاه برق و عدم اتصال دستگاه ساکشن ریوی، به کاهش اکسیژن و نداشتن تنفس، تهدید میشود.#قطع_برق https://t.co/yfOcLyrTvT
— Roozbeh Bolhari (@Roozbeh1963) May 25, 2021
هذا التغريدة على تويتر التي نشرت يوم 25 أيار/مايو تتحدث عن قصة هذه الفتاة الشابة التي تحتاج لآلة طبية لكي تتنفس. وواجهات مصاعب جمة في ظل انقطاع التيار الكهربائي.
أناس بقوا عالقين في المصاعد أو في ألعاب بمدن الملاهي
وقد تسبب انقطاع التيار الكهربائي غير المنتظر في شل عدد كبير من الأماكن على غرار المصاعد أو ألعب مدن الملاهي ما تسبب في بعض الأحيان بإصابات، ما زاد الضغط على الأشخاص العاملين في أقسام الطوارئ. وعلى سبيل المثال، جرح عشرة أطفال في مدينة ملاهي بسمنان في شرق إيران يوم 22 أيار/مايو بعد انقطاع التيار الكهربائي الذي عطل إحدى الألعاب.
خلال عطب كهربائي طارئ، وجد أشخاص أنفسهم عالقين في إحدى الألعاب بمتنزه ''شيتغار" في طهران، وفق ما يظهره هذه الفيديو الذي نشر يوم 24 أيار/مايو وتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية.
كما وجود أحد عمال قطاع البناء نفسه عالقا في وضع خطير أثناء انقطاع الكهرباء يوم 23 أيار/ مايو في مدينة مشهد وهو ما تؤكده هذه التغريدة على تويتر.
اینجا در فاصله ۱۰ کیلومتری شهر مشهد است و دقایقی قبل برقا رفت. پمپ هوا خاموش شد و مقنی در عمق ۵۰ متری زمین بدون اکسیژن ماند!
— mohsen rahimi anbaran (@AnbaranMohsen) May 23, 2021
در آخرین لحظات #آتشنشانان از مرگ نجات اش دادند#برق_نداریم #برق #مشهد pic.twitter.com/KIbM2MGBK1
في هذه التغريدة على تويتر بتاريخ 23 أيار/مايو، يمكن أن نقرأ ما يلي "لقد انقطع التيار الكهربائي هنا في مدينة مشهد، توقفت مضخات الهواء عن العمل عندما كان عاملنا في بئر يصل عمقه إلى خمسين مترا. لقد بقي هناك دون أوكسيجين. وفي اللحظة الأخيرة، تمكن رجال الإطفاء من إنقاذه.
ولم يعلق المسؤولون الإيرانيون بعد رسميا على انقطاع التيار الكهرباء كما أنهم لم يقوموا بتقديم إحصاءات على الحوادث التي تسببت بها. وللحصول على مشهد عام عن الوضع، يجب الاطلاع على الإحصاءات التي تقدم مصالح الإطفاء الإيرانية.
في مدينة مشهد، أعلن رجل الإطفاء أنهم نفذوا 180 تدخلا لإنقاذ أشخاص عالقين في مصاعد تعطلت بعد انقطاع التيار الكهرباء بين يومي 19 و24 أيار/مايو.
وفي نفس الفترة، نفذ رجال الإطفاء في مدينة قرمان شاه ما لا يقل عن 15 تدخل إنقاذ في يوم واحد لإخراج أشخاص عالقين في مصاعد بسبب انقطاع الكهرباء. ومن جانبهم، كشف رجال الإطفاء في أصفهان أنهم أنقذوا مئة شخص علقوا في مصاعد بين يومي 23 و25 أيار/مايو.
"الطقس هنا حار جدا لدرجة أننا نشعر بوجودنا في الجحيم"
صدف (اسم مستعار) هي أم لطفلين وتعيش في شمال طهران:
بعد أقل من عشر دقائق عن انقطاع الكهرباء، بدأت ابنتي التي لم يتجاوز عمرها العامين في البكاء من الوضع. كان الطقس حارا جدا لدرجة أننا شعرنا بوجودنا في الجحيم مع درجة حرارة تصل إلى الأربعين أو تفوق. اضطررت إلى مرافقة أطفالي إلى الخارج إلى مكان رطب أو إلى حديقة ما، من المستحيل بالنسبة لي نزول وصعود سبعة طوابق برفقة طفلين.
نعيش في بناية شاهقة في ظل انقطاع الكهرباء والماء [فريق التحرير: عندما ينقطع التيار الكهرباء في هذه العمارات، تتوقف مضخات المياه بدورها عن العمل]. هل بإمكانكم تخيل هذا الوضع خلال جائحة ومع طفلين؟"
"ليست بحوزتي أية فكرة عما كان سيحدث لتلميذ يجرى امتحانا في غياب شبكة الإنترنت"
فرنوش (تم تغيير اسمها) هي أستاذة في مدينة شيراز:
لم يكن بإمكاني أنا وطلبتي الدخول إلى الدروس الافتراضية خلال فترات انقطاع الكهرباء. التعليم الوطني غير موجود. زد على ذلك -وما يجعلني أكثر خوفا- أن الطلبة في كامل أنحاء البلاد سيجرون اختباراتهم النهائية قريبا. وبصفتي أستاذة، ليست لدي أية فكرة عما سيحدث لتلميذ يفقد الاتصال بشبكة الإنترنت خلال الامتحان وبالتالي يكون غير قادر على إنهاءه في الوقت المحدد"
وتبلغ القدرة الإنتاجية لشبكة الكهرباء في إيران نحو 85 ألف ميغا وات. في المقابل، تجاوز الطلب على الطاقة في إيران مؤخرا هذا الرقم بقرابة تسعة آلاف ميغا وات. وعندما يتجاوز الطلب قدرة الإنتاج، يقوم موزعو الكهرباء بقطع التيار.
ولمواجهة هذا الوضع، طلبت السلطات الإيرانية من مواطنيها التقليص قدر الإمكان من استهلاك الكهرباء بهدف تفادي انقطاع طويل في الإمدادات.