هذا الفيديو لا يظهر أردوغان وهو يرفض مصافحة ماكرون
نشرت في: آخر تحديث:
هل رفض رجب طيب أردوغان مصافحة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اجتماع عُقد مؤخرا، وذلك بسبب احتقان العلاقة بين الرجلين؟ هذا ما يؤكده مستخدمو الإنترنت الذين تناقلوا بكثافة مقطع فيديو يظهر الرئيس التركي يدير ظهره للرئيس الفرنسي، فيما توجه لمصافحة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في الحقيقة، تعود هذه الصور إلى سنة 2018 ولا علاقة لها مع السياق الحالي للخلافات بين باريس وأنقرة.
مفتاح الصورة: "ماكرون لم يحترم رسولنا، ولذلك لن نحترمه" هذا ما كتبه مستخدم إنترنت باللغة الكردية.
ويربط مستخدمو الإنترنت أولئك هذا الفيديو بالاحتقان الحالي في العلاقات بين فرنسا وتركيا. إذ تدهورت العلاقات بين البلدين خلال الأشهر الأخيرة. ويعيد الرئيس التركي غضبه من فرنسا إلى كثير من العناصر وهي: اتخاذ فرنسا موقفا منحازا لليونان فيما يخص خلافاتها مع تركيا في البحر الأبيض المتوسط، والقانون الفرنسي بخصوص "الانعزال الإسلاموي"، وكلمة إيمانويل ماكرون خلال تأبين الأستاذ صامويل باتي، الذي قُتل في أكتوبر/تشرين الأول بسبب عرضه صور كاريكاتير للنبي محمد على تلاميذه، والتي أكد خلالها ماكرون بأن فرنسا ''لن تتراجع عن رسوم الكاريكاتير". وبعد اتهامه للرئيس الفرنسي باستهداف المسلمين، تولى أردوغان بنفسه في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، الدعوة إلى مقاطعة البضائع الفرنسية التي بدأت في بعض البلدان الإسلامية.
بدأ هذا الفيديو إذا بالانتشار في هذا السياق منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني. وكان مرفقا بتعليقات بلغات متعددة منها بالخصوص تعليقات باللغة العربية، والإنكليزية والأردية والإندونيسية. كما تم نشر هذا الفيديو في صفحات فيس بوك تركية دعت إلى مقاطعة البضائع الفرنسية. وتشدد التعليقات الأكثر تواترا على أن الرئيس التركي قام بمثل ذلك التصرف ردا على إصرار إيمانويل ماكرون على الدفاع على روسم الكاريكاتير، بما فيها تلك التي تتعلق بنبي الإسلام محمد، وذلك باسم حرية التعبير.
التحقق من الفيديو على مرحلتين
ومن خلال القيام ببحث باستخدام صور مثبتة من مقطع الفيديو بالاستعانة بأداة إينفيد (انظر كيف يمكنك القيام بذلك هنا)، نجد عدة استخدامات للفيديو: ومن بينها واحد يشير إلى صورة لوكالة الأنباء الفرنسية أ ف ب، نشرت على الموقع الإخباري لقناة "العربية".
وعلى مفتاح الصورة (تجدونها في الأسفل) الذي حرر باللغة الإنكليزية، يمكن لنا أن نقرأ ما يلي: "قادة ألمانيا وروسيا وتركيا وفرنسا خلال قمة حول سوريا في قصر السلطان وحيد الدين، في إسطنبول، في يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2018".
ومن خلال المعلومات الموجودة في مفتاح الصورة، نتمكن من خلال بحث باستخدام الكلمات المفاتيح التالية بالإنكليزية: "قمة أردوغان ميركل بوتين سوريا أكتوبر 2018" من العثور على مقطع فيديو للندوة الصحافية التي عقدها القادة الأربع عقب القمة المخصصة للوضع في سوريا، في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وكان الفيديو، الذي تصل مدته إلى أكثر من ساعتين، عُرض على القناة التلفزية روسيا اليوم (النسخة الإنكليزية). وعند اقتراب نهاية الفيديو، وبالتحديد بدءا من الساعة الثانية و15 دقيقة وأربعين ثانية، نعثر على المقطع الذي يتم تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الاعتقاد بأنها لقطة مقصودة من الرئيس التركي ضد نظيره الفرنسي: فرجب طيب أردوغان لم يُدر ظهره في وجه إيمانويل ماكرون بل وقف من أجل الإشارة لأنغيلا ميركل بالتوجه إلى يساره فيما يتبع إيمانويل ماكرون القادة الثلاث، حتى يتواجد القادة الأربع أمام المنصة للقيام بمصافحة جماعية في إشارة للتعاون بينهم.
وفي حدود الساعة الثانية و16 دقيقة، نرى القادة الأربعة يمدون أيديهم لبضعهم البعض لالتقاط صورة للذكرى.
وفي المحصلة، فإن مقطع الفيديو الذي يتم تناقله في الوقت الحاضر على وسائل التواصل الاجتماعي تم اقتطاعه من فيديو قديم، يعود تاريخه إلى أكثر من عامين. ويعد هذا المقطع كاذبا لأنه تم إخراجه من سياقه الحقيقي.